اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

خطيب المسجد الحرام: نية المرء ومقصوده من كل عمل أهم أعمال القلوب

خطيب المسجد الحرام: نية المرء ومقصوده من كل عمل أهم أعمال القلوب

klyoum.com

قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن تزكية النفوس وتقويمها، وإصلاح القلوب وتطهيرها، أملٌ سعى إليه العُقلاء في كل الثقافات والحضارات، منذ أقدم العصور.

وأوضح "خياط" خلال خطبة الجمعة الثانية من شهر ربيع الآخر اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنهم سلكوا إلى بلوغه مسالك شتّى، وشرعوا لأنفسهم مناهج وطرائق قددًا.

وتابع: وحسبوا أن في أخذهم أنفسهم بها إدراك المُنى، وبلوغ الآمال، في الحَظوةِ بالحياة الطيبة، والعيش الهانئ السعيد، منوهًا بأن ممّا يُزكّي النفوس تجديد الإيمان فيها على الدوام، إذ الإيمان يخلق كما تخلق الثياب.

وبين أنه لذا كان صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأخذ أحدهم بيد الآخر فيقول: "تعال نُؤمن ساعة"، فيجلسان فيذكران الله تعالى، مؤكدًا  أن دوام تذكّر نعم الله التي أنعم بها على عباده، ممّا يزكّي النفوس.

وأضاف :  ويُورِثُ الذاكر لها كمال تعلّق، وتمام توجّه إليه، وخضوعًا وتذللًا له سبحانه، فإن كل ما وهبه من حياة وصحة، ومال وولد وجاه وغيرها، إنما هو منّةٌ منه، وفضل وإنعام أنعم به، كيف ومتى شاء.

ونبه إلى أنه تعالى لو شاء لسلب ذلك منه متى شاء، فإنه مالك الملك كله بيده الخير، يؤتيه من يشاء، ويصرفه عمن يشاء، مشيرًا إلى أن القلب ملك الجوارح، تصلح بصلاحه وتفسد بفساده.

واستشهد بما جاء في الحديث : "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.

وأكد أن نية المرء ومقصوده من كل عمل يعمله من أهم أعمال القلوب وأعظمها لتزكية النفوس، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"، أخرجه الشيخان في صحيحيهما.

وأشار إلى أن من أعظم أسباب التزكية للنفس، التوبة والإصلاح للقلب، فإن عبودية التوبة كما قال ابن القيم رحمه الله: من أحب العبوديات إلى الله وأكرمها عليه، فإنه سبحانه يحبُّ التوابين.

ولفت إلى أنه لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه، لما ابتَلَى بالذنب أكرم الخلق عليه، فلمحبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يُوجِبُ وقوع محبوبه من التوبة، وزيادة محبته لعبده، ولها منزلةً ليست لغيرها من الطاعات.

ونوه بأنه يفرح سبحانه بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح يُقدَّر، مثّلهُ النبي- صلى الله عليه وسلم-، بفرح الواجد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه، في الأرض الدويّة المهلكة، بعدما فقدها وأيس من أسباب الحياة، ولم يجئ هذا الفرح في شيء من الطاعات سوى التوبة.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com