لا يطيشون بالأموال.. خطيب المسجد النبوي: الأتقياء يفرحون بالنعم بالشكر
klyoum.com
قال الشيخ الدكتور صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الأتقياء الألباء يفرحون بالنعم فرح الشكر والذكر والحمد والثناء لا يطيشون بالأموال زهوًا ولا يميلون بالثروة ميلًا ولهوًا.
وأوضح " البدير" خلال خطبة الجمعة الثانية من شهر ربيع الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه لا النعماء تبطرهم ولا اللأواء تجزعهم وأما البَطِرون المترفون المسرفون فيفرحون بالإمداد.
وتابع: ويفخرون على العباد ديدنهم الكبر والبَذَخُ والتطاول ودأبهم التباهي بالحواشي والغواشي والتباري بالفواشي والمواشي والتكاثر بالأموال والذراري يترفعون على الأكفاء ويستعلون على الفقراء.
وأضاف: ويكسرون قلوب الضعفاء وتلك هِجِّيرى أهل الخيلاء والكبرياء وناقصي العلم والبصيرة الذين لا يبالون بمشاعر المحرومين ولا يكترثون بآلام المنكوبين والمهجرين والمنقطعين.
وأردف: ولا يعبؤون بحال المرضى والمبتلين والمحزونين والحامل على ذلك الأشر المطغي والبطر الملهي والاستغراق في حب الدنيا والاغترار بزخرفها واستعظام النفس واستحقار الناس وحب الشهرة والظهور ومرح السّكر لا فرح الشكر.
ونبه إلى أنه لا تصدر تلك الأفعال إلا من قلبٍ قد امتلأ بالكبر والجهل والظلم وترحّل منه التواضع فأحاطت به الغفلات وأوقعته في الهفوات فشمخ بأنفه وتعظّم وتفاخر ونظر إلى الناس شَزْرًا وَمشىٰ بينهم تَبَخْتُرًا وتحدث إليهم تكبّرًا.
وأوصى المسلمين بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، من تمسك بأسبابها نجا، منوهًا بأن الشيطان ينفخ نفخة فتحصل للمتفاخرين هِزَّةٌ ولذّة وطيش يحملهم على السفه في الإنفاق والسرف.
وواصل: والتبذير والنفقة في المعصية وإتلافِ الأموال في التكلّف والسمعة والرياء وصرفِها في المباهاة والتطاول وتفريقها في المغالبة والتعاظم وإفسادها بالتفاخر والتكاثر .
واستشهد بما قال جل وعز: (ٱعْلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌۢ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ)، موضحًا أنه يأخذ التباهي والتفاخر والخَطَران الفَرِحَ المغرورَ الفخور .
وأفاد بأنه يعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي موائدة المصفوفة وزرابيَّه المبثوثة ونمارقه المصفوفة وبيوته المشرفة ورياضه المونقة وبساتينه المورقة وحدائقه المعذقة وحلله المنشّرة وأنهاره المتدفقة ومراكبه الفارهة ومجالسه الواسعة.
وبين أنه يصوّر كل شئ ويظهر ويشهر كلّ شيء يذكر ويعرف وتشير إليه الناس بالأصابع ويكثر له المشاهد والمتابع وما ذلك إلاخفة واختيال وحماقة مجرّدة لا تعود على صاحبها في آخرته بنفع ولا شفع.
ونوه بأنه كم من الراحلين تباهوا بالعز والكثرة والثروة حتى صاروا رهن القبور فما نفعتهم تلك الأفعال والصنائع ولا أغنىٰ عنهم الحرص على دقيق المطامع، وأين أهل المنازل والدور وأين قياصرة القصور وهُرَامِزِةُ الدّهور.
وأكمل: وأين الآباء والأجداد وأين المريض والعُوَّاد وأين من مضى من نزارٍ وأين من مضى من إياد وأين ثمودُ الذين جابوا الصخر بالواد وأين عاد إرَمُ ذَاتُ العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد.
ونصح ، قائلاً: فاتق الله أيها المتباهي المختال وأنزل عن التباهي اختيارًا قبل أن تنزل منه اضطرارًا فإنك عبد ذليل محصور ضعيف مقهور مُحاطٌ بك من تحتك ومن فوقك لا يليق بك التّكبّر ولا التجبر ولا التيه وبئس العَبْدُ عبدٌ تخيَّلَ واختالَ، ونَسِيَ الكبيرَ المُتَعالِ.