أستاذ طب نفسى يوضح علاج وأعراض فرط الحركة: أسباب وراثية غالبا والصلاة فيها علاجه
klyoum.com
قال الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس مجرد "شقاوة" مثل ما ناس كثيرة تعتقد، لكنه اضطراب حقيقي وله علامات واضحة، ولو لم يتم تشخيصه مبكرا الطفل ممكن يتظلم ويتوصف إنه "مش متربي" أو "مهمل" وهو في الحقيقة غير قادر على التحكم في نفسه.
وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "العلامات مش بس في فرط الحركة، لكن كمان في الاندفاعية ونقص الانتباه، لما الطفل ما يهدأش، يتحرك طول الوقت، يتكلم من غير ما يوقف، وكأن فيه موتور شغال جواه، ده أول مؤشر.. كمان لو ما بيستناش دوره، دايمًا يقاطع في الكلام، يتدخل في كل موقف، حتى لو مامته بتكلم حد على التليفون، بيقاطع ويتكلم.. ده اسمه اندفاع في التصرفات، أما العلامة التالتة، ودي الأهم، هي إن الطفل يبقى مشتت، مش بيقدر يركز، لو اتطلب منه يعمل كذا حاجة يعمل واحدة وينسى الباقي، أو يسأل نفس السؤال أكتر من مرة، أو يرجع من المدرسة من غير ما يكون فاهم هو أخد إيه في الحصة".
وتابع: "التشخيص مش بيكون بناءً على سلوك الطفل في مكان واحد، لكن لازم تكون الأعراض دي موجودة في أكتر من بيئة، زي البيت والمدرسة أو النادي، لأن الطفل لو بس بيكون نشيط في البيت لكنه هادي ومركز في المدرسة، يبقى غالبًا دي مش مشكلة فرط حركة، لكن تصرفات مرتبطة بالبيئة أو التربية".
وعن العلاج، قال حمودة: "له علاج، بس المهم نكون فاهمين إن ده اضطراب ناتج عن خلل في منطقة في المخ اسمها القشرة الجبهية، ودي مسؤولة عن السلوك والانتباه، في أطفال كتير بيكون عندهم خلل في المواد الكيميائية اللي بتنقل الإشارات في المخ، وده اللي بيخليهم يتهوروا أو يتحركوا زيادة أو ما يقدروش يركزوا".
وأوضح: " اللي بيحصل في مرض فرط الحركة ونقص الانتباه هو خلل في جزء مهم من المخ اسمه القشرة الجبهية أو البريفرونتال كورتكس، واللي ربنا ذكرها في القرآن في قوله تعالى: "نَاصِيَةً كَاذِبَةً خَاطِئَةً"، وهي المسؤولة عن التحكم في التصرفات والانضباط والاندفاع، وهذا الخلل مرتبط بنواقل عصبية مهمة زي الدوبامين والنورإبينفرين، واللي لما يحصل خلل فيهم، يؤدي لنقص في الانتباه وزيادة في الحركة والاندفاع، وبالنسبة للأسباب، الوراثة تلعب دور كبير، وغالبًا بيكون في تاريخ عائلي لأشخاص كانوا يعانوا من نفس المشكلة وهم أطفال، بمعنى إن الطفل ممكن يرث هذا الاضطرا، .
كمان ممكن تكون في عوامل أخرى محتملة، زي مضاعفات حصلت أثناء الحمل أو الولادة، مثل نقص الأكسجين للطفل، أو تعرضه لمشاكل أثناء الولادة، أو حتى ارتفاع نسبة الصفراء عند الوليد اللي ما تعالجتش بسرعة، وكل دي عوامل ممكن تأثر على نمو المخ وتسبب مشاكل في الانتباه والحركة.
وأردف: "إن السبب بيكون في الغالب وراثي، وإن الطفل اللي بيتصرف بالشكل ده، غالبًا هيكون عنده حد في العيلة كان وهو صغير "شقي" بنفس الشكل، لكن محدش كان فاهم وقتها إن ده اضطراب محتاج علاج".
وتابع: "حتى الصلاة ممكن تساعد؛ لأن السجود بيساعد على تنشيط الجزء المسؤول عن التركيز والانضباط في المخ، والطفل لما يتعود يصلي، هو بيتدرب على السيطرة على نفسه، وعلى الالتزام، وده جزء من العلاج."
وأضاف: "الطفل اللي عنده اضطراب فرط حركة وتشتت انتباه، مش محتاج صريخ ولا عقاب.. هو محتاج اللي يفهمه، ويساعده، ويديله فرصة يكون زي أي طفل طبيعي، ومع العلاج الصح، الطفل ده ممكن يتغير تمامًا، وينجح، ويبدع كمان".