رئاسة أبو العينين للاتحاد من أجل المتوسط تعزز دور مصر في رسم السياسات الإقليمية والدولية.. ورئيس لجنة برلمانية يعلق
klyoum.com
لم يكن تسلّم النائب محمد أبو العينين رئاسة الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، مجرّد بروتوكول سياسي بل لحظة تعكس ثقل مصر السياسي، ونضج خطابها الإقليمي والدولي.
وهذا ما أكده النائب محمد مرعي رئيس لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بمجلس النواب، في تعليقه على الكلمة التي ألقاها أبو العينين، والتي اعتبرها مرعي مرآة حقيقية للمواقف والثوابت الوطنية المصرية في قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ويرى النائب مرعي، في تصريحات خاصة لصدى البلد، أن محمد أبو العينين لم يكن مجرد ممثل رسمي للبرلمان المصري، بل كان صوتًا سياسيًا فاعلًا، حمل بين كلماته رؤية الدولة المصرية ورسالتها الواضحة نحو شراكة حقيقية تستند إلى مفهومي "الملكية المشتركة" و"المسؤولية التضامنية".
وهذان المفهومان، كما ورد في خطاب وكيل مجلس النواب، هما أساس أي تعاون أورومتوسطي ناجح، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.
ولم تغب فلسطين عن منصة الخطاب، بل كانت محورًا رئيسيًا عبّر فيه أبو العينين عن موقف مصر الثابت، مؤكدًا أنه لا استقرار حقيقي في الشرق الأوسط دون "سلام عادل ودائم". وقد علّق مرعي على هذا الجزء تحديدًا، مشيرًا إلى أن التعبير عن الثوابت المصرية باستخدام لغة دبلوماسية حازمة وإنسانية في آنٍ واحد، يُظهر قدرة مصر على توظيف الدبلوماسية البرلمانية لخدمة قضاياها المحورية.
مرعي شدد على أهمية الدبلوماسية البرلمانية التي تعتمدها مصر كجزء من أدوات قوتها الناعمة، معتبرًا أن أبو العينين استخدم هذا المنبر الإقليمي بكفاءة لتمرير الرؤية المصرية، في وقت باتت فيه الدبلوماسية التقليدية غير كافية وحدها. فالمؤسسات التشريعية أصبحت قنوات فعالة للتأثير على السياسات الإقليمية، خصوصًا في بيئة تتشابك فيها السياسة بالتنمية والأمن.
ولفت مرعي إلى أن الخبرة الطويلة التي يتمتع بها أبو العينين في العمل السياسي والبرلماني، داخليًا ودوليًا، كانت عاملًا حاسمًا في نجاحه في تمثيل مصر. فقد جاء الخطاب متوازنًا ومدروسًا، خاليًا من الانفعال، لكنه غني بالرسائل الموجهة بدقة، مما يعكس وعيًا سياسيًا متقدمًا وإدراكًا لطبيعة اللحظة التاريخية.
وأوضح مرعي أن تسلم مصر رئاسة الجمعية البرلمانية لا يعكس فقط اعترافًا دوليًا بمكانتها، بل يفتح الباب أمام بناء شراكات قائمة على الحوار والتنمية المتبادلة. وأن رؤية أبو العينين كانت استراتيجية شاملة حيث دمجت بين الأبعاد الأمنية والتنموية، وأكد على ضرورة التعاون المشترك، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن أي شراكة لن تكتمل دون إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه.
في ختام حديثه، أشار مرعي إلى أن مصر، من خلال كلمة النائب محمد أبو العينين، استطاعت أن تُظهر للعالم أنها فاعل متزن ومسئول في محيطها. خاصة وتن الخطابٌ جمع بين القوة والاتزان، عبّر عن نبض الدولة وتطلعات شعبها، وأرسل رسالة إلى الضمير الدولي بأن السلام ليس مجرد شعار، بل شرط لا غنى عنه لأي تقدم حقيقي في منطقة تعيش على فوهة بركان.