لاريجاني يحذر: حزب الله قوي ومستعد لقلب الموازين الإقليمية
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
أسعار النفط تتراجع مع تباطؤ المصافي وتراجع الطلب الموسميأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أن حزب الله اللبناني مازال قويًا عسكريًا وسياسيًا رغم تعرضه لـ"ضربة موجعة" باغتيال قياداته، قائلا إن الحزب قادر على قلب الموازين في أي لحظة إذا اقتضت الضرورة، وفق شبكة “سكاي نيوز”.
وأوضح لاريجاني، الذي سلطت صحيفة جيروزاليم بوست الضوء على تصريحاته، أن عدم تحرك حزب الله في الوقت الحالي يعكس التزامه بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكنه يمتلك القدرة على تغيير مسار الأحداث بسرعة إذا تطلبت المعطيات الإقليمية ذلك. هذا التصريح يعكس رؤية طهران لإبقاء تأثيرها الاستراتيجي في لبنان والشرق الأوسط ضمن حدود مرنة، دون الانجرار مباشرة إلى تصعيد عسكري مفتوح، ويبرز حساسية إدارة الملفات الإقليمية المعقدة في الوقت الراهن.
من الناحية العسكرية، يشير لاريجاني إلى أن حزب الله، رغم الضربة التي تلقاها باغتيال قياداته، يمتلك بنية تنظيمية متماسكة وقدرات صاروخية وميدانية متطورة تمكنه من لعب دور مؤثر في أي مواجهة مستقبلية. ويبدو أن الرسالة الإيرانية واضحة: الحزب يلتزم بالهدنة مؤقتًا لكنه يراقب عن كثب أي تحركات إسرائيلية محتملة، ما يجعل أي تحرك مستقبلي محسوبًا بعناية. هذا يعكس استراتيجية "الردع الذكي" التي تتبناها إيران عبر حلفائها الإقليميين، حيث يتم استخدام قوة الردع كأداة للضغط دون الانخراط في مواجهة مباشرة مفتوحة، مما يعزز موقف إيران في المعادلات الإقليمية.
وفق ما ذكره المعهد الأوروبي للدراسات الأمنية، فإن إيران تتابع عن كثب الضربات الإسرائيلية المتكررة على مواقع حلفائها الإقليميين، بما في ذلك مواقع حزب الله والجماعات المدعومة في سوريا ولبنان.
المعهد أشار إلى أن هذه الضربات تشكل تحديًا لقدرة طهران على توسيع نفوذها، لكنها أيضًا دفعتها إلى تعزيز أنظمة الدفاع والتأهب العسكري لحلفائها، مع التركيز على الردع الاستراتيجي بدل المواجهة المباشرة في الوقت الراهن.
اقتصاديًا، ينعكس هذا الاستقرار النسبي على الأسواق اللبنانية والإقليمية، إذ يحد من المخاطر الفورية التي قد تؤثر على حركة الاستثمارات والتجارة. القدرة على ضبط تحركات حزب الله وعدم خرق الهدنة توفر نوعًا من الاطمئنان للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه لبنان.
ومع ذلك، يحذر المحللون من أن أي تصعيد مفاجئ قد يؤدي إلى اضطرابات مالية وسياسية واسعة، ويزيد من تكلفة المخاطر في المنطقة، ما يجعل من إدارة هذه المعادلة العسكرية والسياسية ضرورة حيوية للحفاظ على الاستقرار، وفقا لموقع يورآسيا ريفيو.
وسياسيًا، يُظهر التصريح الإيراني أن طهران ما زالت تتحكم في موازين القوى في لبنان عبر حزب الله، ما يمنحها قدرة على التأثير في المشهد السياسي اللبناني دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل في الوقت الحالي. هذا النهج يعكس قدرة إيران على استخدام أدوات الضغط المختلفة لتحقيق مصالحها، مع مراعاة التداعيات الإقليمية والدولية، حيث يظل التوازن بين القوة العسكرية والالتزامات الدبلوماسية عاملًا محوريًا في استراتيجيتها الإقليمية.
ويعكس التصريح أيضًا رغبة إيران في إرسال رسائل متعددة: أولًا للحلفاء بأن القوة موجودة ومتاحة، وثانيًا للخصوم بأن الحزب قادر على الردع، وثالثًا للأسواق والمستثمرين بأن الوضع تحت مراقبة دقيقة لضمان الحد الأدنى من الاستقرار.
وعلى الصعيد الاستراتيجي، يشير تحليل لاريجاني إلى أن حزب الله يمتلك قوة ردع كافية للحفاظ على مكانته وموقعه ضمن المعادلات الإقليمية، مع إمكانية إعادة ترتيب الأوراق في أي لحظة حسب تطورات الأحداث. وهذا يعكس توجه إيران نحو استخدام حلفائها كأداة استراتيجية للضغط والمناورة، مع مراعاة المعادلات الدولية، بما في ذلك العلاقات مع القوى الكبرى والالتزامات ضمن الاتفاقيات الإقليمية والدولية. ويبدو أن الرسالة الإيرانية واضحة: الحزب ملتزم تكتيكيًا لكنه لن يتردد في استخدام قدراته إذا تطلبت المصالح الإقليمية ذلك.
وتظل الرسالة المركزية التي يرغب المسؤولون الإيرانيون في إرسالها إلى واشنطن وتل أبيب واضحة: حزب الله ليس ضعيفًا كما يروج البعض، وهو قادر على قلب الموازين إذا لزم الأمر، لكنه يختار الصبر والانضباط التكتيكي حفاظًا على المكتسبات والهدنة القائمة. ويعطي هذا التصريح نوعًا من الاطمئنان المؤقت للأسواق والسياسيين الإقليميين، بينما يذكّر الخصوم بأن القدرة العسكرية لحزب الله ما زالت قائمة وتشكل عاملًا استراتيجيًا مؤثرًا في أي حسابات مستقبلية للشرق الأوسط. ويشير التقييم الاستراتيجي إلى أن إدارة إيران لهذه القوة بحكمة تعزز موقعها الإقليمي وتتيح لها التأثير في الأحداث دون الانجرار إلى مواجهة قد تكون مكلفة على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية.
تجدر الإشارة إلى أن تحليلات المعهد الأوروبي للدراسات الأمنية (EUISS) تؤكد هذا التقييم، حيث يرى المعهد أن حزب الله يظل قوة مؤثرة على المستوى الإقليمي، مدعومًا بعقود من الخبرة العسكرية والتنظيمية. وقدرته على التأثير في النزاعات اللبنانية والإقليمية تعكس استراتيجية متوازنة بين الردع العسكري والسياسة الدبلوماسية، حيث يستخدم الحزب قوته كوسيلة للتفاوض والضغط السياسي، مع الحفاظ على استقرار نسبي خلال فترات التهدئة أو وقف إطلاق النار.
ويشير المعهد إلى أن دعم إيران وسوريا لحزب الله يعزز هذه القدرة، لكنه في الوقت نفسه يجعله عرضة للضغوط الدولية، بما في ذلك العقوبات والرقابة الاقتصادية والسياسية على لبنان والمنطقة.
وفقًا لآلية عمل الحزب، يعتمد على مزيج من القدرات التقليدية وغير التقليدية، بما في ذلك شبكة صواريخ متطورة وتجهيزات عسكرية متقدمة، إضافة إلى الخبرة الاستخباراتية والتنظيمية التي اكتسبها خلال مشاركته في النزاعات الإقليمية. ويشير المعهد الأوروبي إلى أن هذه القدرات تمنح الحزب إمكانية الرد السريع وتحريك الأحداث السياسية وفق أولوياته الاستراتيجية، مع الحفاظ على التوازن بين الطموحات العسكرية والالتزامات الدولية.
ومن منظور أمني، يضيف المعهد أن حزب الله يستخدم استراتيجيات متعددة لإدارة تأثيره في المنطقة، تتراوح بين العمليات العسكرية المباشرة والدور السياسي ضمن الحكومة اللبنانية، إلى دعم الفصائل الحليفة في سوريا والعراق. هذا التوازن بين القوة العسكرية والسياسة يضع الحزب في موقع يمكّنه من فرض معادلات ردع فعالة.