عقيدة «الناركو–إرهاب».. ترامب يعلن الحرب على المخدرات والخصوم الإقليميين
klyoum.com
أعلنت إدارة ترامب الثانية عقيدة جديدة لمكافحة المخدرات، وصاغتها تحت مسمى يمزج بين مكافحة المخدرات ومكافحة الإرهاب كخطرين مؤكدين للأمن القومي تحت مسمى "الناركو-إرهاب"، لتعيد إلى الأذهان صورًا هوليوودية لعمليات سرية نفذتها الولايات المتحدة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. ويربط البيت الأبيض شبكات المخدرات بالتنظيمات الإرهابية.
وأكد أن الكارتلات لا تختلف عن الجماعات المسلحة التي تهدد الأمن القومي، ما فتح الباب أمام استخدام أدوات عسكرية واستخباراتية واسعة في هذه الحرب.
هذا التوجه أثار جدلًا داخليًا ودوليًا، لكنه منح الإدارة غطاءً سياسيًا لتصعيد المواجهة مع خصومها في أميركا اللاتينية، وفقًا لمجلة مودرن دبلوماسي.
وأعاد ترامب لغة المواجهة إلى الخطاب الرسمي، وهاجم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بوصفه قائد "دولة ناركو-إرهابية".
وأعلن أن الولايات المتحدة ستتعامل مع الكارتلات كأعداء مباشرين، وأكد أن الحرب على المخدرات لن تقتصر على الداخل الأمريكي، بل ستتوسع لتشمل عمليات خارجية قد تمتد إلى كولومبيا كذلك.
هذا الخطاب منح الإدارة مبررًا لتوسيع العقوبات، وأعاد تعريف المخدرات كتمرد مسلح، لا مجرد جريمة منظمة.
مجموعة قتالية بحرية في الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي
ونشر البيت الأبيض مجموعة قتالية بحرية في الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، ضمت حاملة طائرات ومدمرات وسفن خفر السواحل وطائرات استطلاع متقدمة. أعلن ترامب أن هذه الحملة تمثل أكبر عملية ضد المخدرات منذ سنوات.
وأكد أن القوات الأميركية نفذت ضربات ضد عشرات السفن المشبوهة، وأوقعت قتلى بين طواقمها.
هذه العمليات جسدت عسكرة الحرب على المخدرات، وأعادت إلى الأذهان مشاهد أفلام الحركة التي صورت مطاردات بحرية وجوية ضد شبكات التهريب.
واستخدمت القوات الأمريكية صواريخ لتعطيل قوارب سريعة رفضت الامتثال لأوامر التوقف. مثلت هذه الإجراءات تصعيدًا غير مسبوق، إذ بدت أقرب إلى قواعد اشتباك عسكرية منها إلى إجراءات إنفاذ القانون البحري.
دافعت القيادة الجنوبية الأميركية عن هذه العمليات باعتبارها قانونية، لكن منتقدين حذروا من أنها تمثل عسكرة الحرب على المخدرات، وتفتح الباب أمام تجاوزات حقوقية.
ووسّعت الإدارة صلاحيات وكالة الاستخبارات المركزية، ومنحتها حرية أكبر لتنفيذ عمليات سرية ضد شبكات مرتبطة بفنزويلا.
أكد مسؤولون سابقون أن هذه التغييرات أعادت تعريف المخدرات كتمرد مسلح، ما أتاح استخدام أدوات عسكرية واستخباراتية أوسع.
هذه الخطوات أثارت مخاوف من أن تتحول الحرب إلى مواجهة مفتوحة مع حكومات أمريكا اللاتينية، وتعيد إلى الواجهة إرث العمليات السرية التي ارتبطت بالحرب على الكارتلات في التسعينيات.
وضغطت الإدارة علنًا لإسقاط مادورو، وربطت ذلك بمكافحة الإرهاب. أعلن جون بولتون أن تغيير النظام هدف استراتيجي، واستخدمت واشنطن وصف "الناركو-إرهاب" لتبرير هذه السياسة.
رأى مؤيدون أن هذه الخطوات تمثل محاسبة متأخرة لحكومة متهمة بالفساد والقمع، فيما اعتبرها منتقدون عسكرة لأزمة إنسانية وسياسية تحتاج إلى دبلوماسية لا مواجهة.
وخلقت السياسة صدى هوليوودي واضحًا، إذ بدت وكأنها تكرر سيناريو فيلم Clear and Present Danger الذي حذر من خلط القانون بالحرب.
وجسدت الإدارة الحرب على المخدرات كتهديد للأمن القومي، واستخدمت ذلك لتبرير إجراءات استثنائية، لكن هذا النهج أثار مخاوف من تقويض التعاون الإقليمي وزيادة التوترات مع حكومات أمريكا اللاتينية.
وواجهت الإدارة انتقادات داخلية من أعضاء في الكونجرس الذين اعتبروا أن العودة إلى العمليات السرية قد تفتح الباب لانتهاكات حقوقية.
حذروا من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تجاوزات قانونية، خاصة إذا ارتبطت بعمليات خارج الحدود.
أكدوا أن مكافحة المخدرات تحتاج إلى إصلاحات اجتماعية واقتصادية، لا مجرد تكتيكات أمنية.
وفي الأثناء، دعمت بعض الولايات النهج الجديد، وأعلنت استعدادها لتطبيق سياسات أكثر صرامة في مواجهة شبكات التهريب المحلية.
عززت هذه الولايات التعاون مع الأجهزة الفيدرالية، وطلبت موارد إضافية لملاحقة العصابات.
هذا الدعم منح ترامب غطاءً داخليًا، لكنه لم يبدد المخاوف من أن تتحول الحرب إلى مواجهة مفتوحة مع الكارتلات خارج الحدود الأميركية.
وأعادت عقيدة ترامب ضد المخدرات تعريف الحرب على الكارتلات كحرب ضد الإرهاب، وأدخلت أدوات عسكرية واستخباراتية إلى قلب السياسة. أشعلت هذه العقيدة جدلًا داخليًا ودوليًا، وخلقت صورة مزدوجة: من جهة، جسدت ترامب كزعيم يعيد القوة للدولة. ومن جهة أخرى، أثارت مخاوف من عسكرة أزمة إنسانية وسياسية.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه أزمة تجنيد غير مسبوقة
توتر دائم مع الصحافة.. ترامب يهين مراسلة سألته عن نتائج فحصه بالرنين المغناطيسي