وسط تحذيرات من البنتاجون.. ترامب يوافق على بيع مقاتلات إف-35 للسعودية
klyoum.com
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقته على بيع مقاتلات إف-35 المتطورة إلى المملكة العربية السعودية، قبل يوم من اجتماع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس في البيت الأبيض، في خطوة تعكس توجّه إدارة ترامب لتوسيع النفوذ العسكري الأمريكي في منطقة الخليج وتعزيز شراكة الرياض الاستراتيجية مع واشنطن، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
ويأتي الإعلان وسط تحذيرات من البنتاجون بشأن احتمالية وصول التكنولوجيا الأمريكية الخاصة بهذه المقاتلات إلى الصين إذا أُجريت الصفقة، ما يسلط الضوء على مخاوف الأمن القومي المرتبطة بتصدير أسلحة متطورة.
وتُعد هذه الصفقة جزءًا من سلسلة من التحركات الأمريكية لتعزيز علاقاتها العسكرية مع حلفاء المنطقة، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترات متصاعدة حول الملف النووي الإيراني والنزاعات الإقليمية في الشرق الأوسط. وتتيح مقاتلات إف-35، التي تعتبر من أكثر المقاتلات تقدّمًا في العالم، للسعودية تعزيز قدراتها الجوية بما يمكنها من مواجهة التحديات الإقليمية المحتملة، بما في ذلك أي تهديدات من جيرانها أو مجموعات مسلحة غير دولية.
ويأتي إعلان ترامب في سياق محاولاته إعادة تأكيد موقف الولايات المتحدة كفاعل محوري في أمن الطاقة والاستقرار الإقليمي. فبالرغم من الانتقادات المتزايدة تجاه سياسات ترامب الاقتصادية الداخلية، إلا أن الإدارة ترى في هذه الصفقة وسيلة لتعزيز النفوذ الأمريكي في الخليج، وتأمين مصالح واشنطن في استقرار أسواق النفط وحماية طرق التجارة الحيوية. وقد أثارت الصفقة جدلًا في الكونجرس الأمريكي، حيث يخشى بعض النواب من أن يمنح نقل هذه التكنولوجيا إلى السعودية صوغة غير مقصودة للصين أو لجهات أخرى معادية لمصالح الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، تأتي الصفقة في وقت حساس من التوترات الإقليمية، إذ يترقب المجتمع الدولي ملامح الاتفاق النووي الجديد مع إيران، ويثير بيع هذه المقاتلات إلى الرياض تساؤلات حول رد طهران المحتمل. كما يتزامن الإعلان مع جهود ترامب لتقديم نفسه كضامن للأمن الإقليمي، مع تعزيز الروابط العسكرية والاقتصادية بين واشنطن وحلفائها الخليجيين، خاصة المملكة العربية السعودية التي تلعب دورًا محوريًا في سوق الطاقة العالمي.
وبالإضافة إلى الأبعاد العسكرية والسياسية، تحمل الصفقة أيضًا إشارات اقتصادية؛ إذ من المتوقع أن تخلق عقود الشراء والتدريب والصيانة فرص عمل لشركات أمريكية متعددة، ما يعزز الاقتصاد المحلي في الولايات المتحدة ويبرز قدرة الإدارة على ربط السياسة الخارجية بالاقتصاد الداخلي، رغم الانتقادات المستمرة بشأن ارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة التي يواجهها المواطن الأمريكي.
في المقابل، تواجه الإدارة تحديات داخلية وخارجية؛ إذ يطالب البعض في الكونغرس بتدقيق أكبر في هذه الصفقات وتقييم المخاطر المحتملة على الأمن القومي، بينما يحذر خبراء من أن نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى السعودية قد يغيّر موازين القوى في المنطقة، خصوصًا في ظل النزاعات الإقليمية المستمرة والصراعات حول النفوذ في الشرق الأوسط.
وكشفت موافقة ترامب على بيع مقاتلات إف-35 للسعودية، بجلاء، استمرار التوازن الدقيق بين السياسة الأمريكية الداخلية والالتزامات الخارجية، حيث يسعى الرئيس إلى تعزيز النفوذ العسكري الأمريكي وحماية مصالح واشنطن الإقليمية والدولية، بينما يواجه ضغوطًا سياسية وقانونية داخليًا، تعكس تعقيدات إدارة الصفقات العسكرية الكبرى في العصر الحديث.