بقدرة 3 جيجاوات.. مشروع جريجي يضع مصر على خريطة تصدير الكهرباء الخضراء إلى أوروبا
klyoum.com
يشهد مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، المعروف باسم مشروع جريجي (GREGY)، تقدمًا كبيرًا، حيث تم توقيع الدراسات الفنية والاقتصادية للمشروع الذي تبلغ قدرته ٣٠٠٠ ميجاوات.
ويهدف المشروع إلى تصدير الكهرباء المتجددة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، من خلال كابل بحري يمتد ٩٥٠ كيلومترًا، ما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة ويدعم فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين مشغلي نظام النقل في اليونان ومصر (ADMIE وEETC) مع الشركة المنفذة للمشروع إيليكا، التابعة لمجموعة كوبيلوزوس اليونانية، لتحديد إطار التعاون الفني والاقتصادي وإطلاق المرحلة التالية من الدراسات للربط البحري، وفقًا لصحيفة سينيرجي نيوز اليونانية المتخصصة في شؤون الطاقة.
البعد الجيوسياسي للمشروع
أكد وزير البيئة والطاقة اليوناني ستافروس باباستافرو أن مشروع جريجي (GREGY) يعزز الدور الجيوسياسي لليونان كمركز للطاقة في جنوب شرق أوروبا، ويقوي الأمن الطاقي في المنطقة. ويعد الربط الكهربائي جزءًا من استراتيجية اليونان لتطوير ممرات الطاقة الجديدة شمالًا وجنوبًا، متماشيًا مع توجهات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وأشار مانووس مانووساكيس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ADMIE، إلى أن مذكرة التفاهم تتيح لشركة إيليكا الحصول على الدعم الفني والبيانات اللازمة لتنفيذ المشروع بكفاءة عالية، بينما أوضح يانيس كارياداس من مجموعة كوبيلوزوس أن الاتفاقية تحدد إطار التعاون بين الأطراف الثلاثة لتبادل الخبرات وإدارة المعايير الفنية للمشروع.
البعد الاستثماري والبيئي
ويمثل مشروع جريجي (GREGY) فرصة كبيرة لمصر لتعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة، خصوصًا في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما يساهم في استقرار الشبكة الكهربائية المحلية. ويتيح المشروع لأوروبا الاستفادة من الطاقة النظيفة كجزء من جهودها للتقليل من الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف الاستدامة.
ويعد المشروع أكبر نطاقًا مقارنة بمشاريع الربط الأخرى في المنطقة، مثل مشروع إلميد بين تونس وإيطاليا، الذي يشمل بناء خط بحري بطول ٢٢٠ كيلومترًا بقدرة ٦٠٠ ميجاوات. ويهدف كلا المشروعين إلى تحويل شمال أفريقيا إلى محور للطاقة النظيفة لأوروبا، مع تعزيز الاستثمارات ودعم الاستقرار الشبكي في الدول الأفريقية.
الأثر الاجتماعي والتقني
من المتوقع أن يسهم مشروع الربط الكهربائي في خلق فرص عمل جديدة في مجالات الهندسة والبنية التحتية والطاقة المتجددة، كما سيعزز التعاون التقني بين مصر واليونان، ويفتح المجال أمام مشاريع مشتركة مستقبلية في الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة. وتعد شبكات الكهرباء المتقدمة في شمال أفريقيا، حيث تكاد الكهرباء متاحة لجميع السكان، عاملًا محوريًا في تصدير الطاقة المتجددة بكفاءة، وهو ما يمثل فارقًا واضحًا عن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، حيث يفتقر أكثر من ٥٠٠ مليون شخص إلى الكهرباء بحسب بيانات البنك الدولي.
خطوة استراتيجية نحو الطاقة الخضراء
يأتي مشروع الربط المصري اليوناني، جريجي (GREGY)، في إطار جهود الاتحاد الأوروبي لربط شبكات الكهرباء الأفريقية بالأوروبية، ويُدرج ضمن المشاريع ذات الاهتمام المشترك، كما يحظى بدعم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لدراسات المشروع الأولية. ويعكس هذا الدعم الأهمية الاقتصادية والبيئية والسياسية لهذا الربط الكهربائي، ويضع مصر واليونان في قلب استراتيجية الطاقة الخضراء في منطقة البحر المتوسط.