اخبار مصر

الرئيس نيوز

سياسة

فورين آفيرز": واشنطن ستدفع ثمن عبث إسرائيل في الشرق الأوسط

فورين آفيرز": واشنطن ستدفع ثمن عبث إسرائيل في الشرق الأوسط

klyoum.com

نشرت مجلة فورين آفيرز مقالًا بعنوان: "الشرق الأوسط الذي صنعته إسرائيل: لماذا ستدفع واشنطن ثمن العدوان الإسرائيلي"، كتبه باحثان متخصصان في الشؤون الدولية، قدّما فيه قراءة واسعة لدور إسرائيل باعتبارها الفاعل المركزي في صياغة خريطة المنطقة. المقال حمّل تل أبيب مسؤولية جانب كبير من التوترات الراهنة، وربط بين دعم واشنطن غير المشروط لحليفتها وبين تراجع مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

غير أنّ هذه الرؤية، رغم أهميتها، تعكس تركيزًا أحاديًا على الجانب الاستراتيجي، بينما همّشت بصورة واضحة المأساة الإنسانية المستمرة في غزة.

تآكل الشرعية السياسية

يرى المقال أنّ إسرائيل وسّعت نطاق عملياتها العسكرية لتشمل لبنان واليمن وإيران، بل امتد الأمر إلى استهداف شخصيات من حركة حماس في قطر. ووفق تعبير الكاتبين، فإن هذه السياسات "وجّهت ضربة إلى هيبة المظلة الأمنية الأميركية"، بعدما أظهرت أن واشنطن لم تعد قادرة على ضبط سلوك إسرائيل أو طمأنة شركائها الخليجيين.

لكن القراءة، بحسب مراقبين، اختزلت الكلفة في بعدها الاستراتيجي، متجاهلة الكلفة الإنسانية الفادحة التي دفعتها غزة وما زالت تدفعها جراء الحصار والحرب.

خطط سلام متعثرة وتراجع النفوذ الأميركي

توقف المقال عند "الخطة ذات العشرين نقطة" التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوصفها مدخلًا لترتيبات ما بعد الحرب. غير أنّ هذه الخطة، كما يوضح النص، بدت بلا وزن واقعي، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتجاهل جوهر القضية الفلسطينية.

ويربط الكاتبان بين فشل الخطة وتراجع النفوذ الأميركي في المنطقة، حيث بات الدعم غير المشروط لإسرائيل عبئًا على واشنطن، ودفع دولًا عربية إلى البحث عن شركاء جدد.

تحولات في مواقف العواصم الإقليمية

رصد المقال مواقف عدد من الدول:

مصر: وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي إسرائيل بأنها "العدو"، في تحول لافت عن الخطاب التقليدي.

تركيا: انتقلت من الانفتاح إلى العداء، فأغلقت أجواءها أمام الطائرات الإسرائيلية وعلّقت التجارة.

الخليج: السعودية أبدت ترددًا في مسار التطبيع، بينما واجهت الإمارات انتقادات شعبية لتمسكها باتفاقات أبراهام. أما قطر فاتخذت موقفًا معارضًا صريحًا للحصار على غزة.

الرأي العام العربي وإعادة رسم التحالفات

يشير المقال إلى تراجع غير مسبوق في دعم الرأي العام العربي للتطبيع؛ إذ لم تتجاوز نسبته 13% في أي دولة، وهبطت في المغرب من 31% عام 2022 إلى 13% بعد حرب غزة. هذه الفجوة بين الشعوب والحكومات، وفق النص، تكشف حدود أي مسار سياسي يتجاهل القضية الفلسطينية.

وفي موازاة ذلك، أعادت دول عدة رسم شراكاتها الدفاعية بعيدًا عن واشنطن وتل أبيب: السعودية عززت تعاونها مع الصين وباكستان، الإمارات اتجهت نحو فرنسا وكوريا الجنوبية، تركيا طوّرت قدراتها الذاتية، فيما لجأت قطر والكويت إلى الشركاء الأوروبيين.

الثغرة الأعمق: تغييب غزة

رغم توثيقه للتحولات الاستراتيجية، يبقى المقال، بحسب محللين، قاصرًا عن الإحاطة بجوهر المشهد؛ إذ مر مرورًا عابرًا على المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة. غياب هذه الزاوية لا يُضعف فقط التحليل، بل يكشف قصورًا أخلاقيًا في أي سردية تتجاهل معاناة المدنيين.

فالشرق الأوسط الذي تصفه فورين آفيرز قد يبدو واقعًا من منظور بعض العواصم الغربية، لكنه ليس الشرق الأوسط الذي يعيشه العرب يوميًا حيث الدماء والحصار والمقاومة تكتب السطر الأهم في معادلة المستقبل.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com