اخبار مصر

نجوم مصرية

سياسة

وسائل الإعلام في رمضان ترفع شعار أنا استهلك إذن أنا موجود

وسائل الإعلام في رمضان ترفع شعار أنا استهلك إذن أنا موجود

klyoum.com

إذا أردنا أن نتحدث عن واقع الإعلام العربي في رمضان ودوره في إحداث تغيير في حياة الشعوب العربية فإن الحديث تلقائيا سينصب على الإعلانات والمسلسلات والأعمال الدرامية فقط لأنهما هما السمة الغالبة في رمضان ولأن المشهد أصبح مفزعا بكل ما تحمله الكلمة من معان والنتيجة النهائية التي توصلت إليها بعد خبرة أكثر من ثمانية وعشرين عاما عشتها في وسائل الإعلام العربية ما بين صحافة وفضائيات وإذاعةوعلاقات عامة وأشارككم إياها الآن هي أن وسائل الإعلام ومعها وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى محرض قوي على الاستهلاك بما تمتلكه من الثقة لدى معظم المشاهدين وهنا لا يملك المرء إلا أن يتساءل ما هو دور وسائل الإعلام في شهر رمضان الكريم وما المنتظر منة أن يكون عليه؟

وسائل الإعلام تنقسم- على حسب ما تعلمنا في كليات الإعلام- إلى صحافة مطبوعة وإلكترونية وتلفزيون وإذاعة ومعلومات ووسائل تواصل اجتماعي وعلاقات عامة وإعلانات لكن الواقع يؤكد أن الإعلانات والأعمال الدرامية هما فقط المستحوذالأكبر على عقول المشاهدين في شهر رمضان.

الإعلان وحمى الاستهلاك

ولأن المستهلك وخاصة المستهلك العربي هو هدف وغاية الشركات المتعددة الجنسيات تجدهم يصورون الاستهلاك على أنه الطيب الذي ينقذ البشر من براثن الجوع ويوفر لهم الدفء ويشبع رغباتهم، وذلك في مقابل الشرير المتمثل في الجوع والبرد والفقر. ويتم ذلك من خلال إعلانات باهرة جاذبة يتوفر لها كل أدوات الزيف والخداع ويستخدمون جميع الوسائل لإيقاع المستهلكين في شرك وحبائل الاستهلاك، ومن أبرزها الإعلانات التي تنفق عليها الشركات مليارات الدولارات سنويا.

سوء الاستهلاك خاصة في شهر رمضان أصبح أخطر المشكلات التي تواجه العالم العربي والدور المنتظر من وسائل الإعلام أن تقوم بتوعية الجماهير من أجل الحد من الاستهلاك، وخلق المستهلك الواعي الذي يراعي البيئة ويحافظ عليها عند شراء المنتجات أو الحصول على الخدمات المختلفة. وبدلا من أن تقوم وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون ذلك الجهاز الخطير الذي يدخل كل بيت – بدلا من أن يقوم بالتوعية وترشيد الاستهلاك نجده أنغمس في حمى الاستهلاك من خلال مايبثة صباحا مساء من إعلانات تحث على الشراءواقتناء سلع ومنتجات وعقارات ناهيك عن اللعب على وتر غريزة حب التملك للمنتجات الفاخرة التي يعتقد البعض أنها تعطي الإنسان قيمة أكبر من قيمته الحقيقية.

ومن المعروف أن الإعلان يركز على الجانب العاطفي، دون العقلي وهو ما يدفع كثير إلى شراء منتجات ضارة بالصحة، أو منتجات غير ضرورية، أو الحصول على خدمات معينة بأسعار خيالية.

دراما رمضان وتزييف الواقع والتاريخ

هذا من جانب أما المسلسلات والدراما فهي على الجانب الآخر وللأسف الشديد أصبح شهر رمضان هو شهر المسلسلات والدراما الجادة والفكاهية لتبدأ التلفزيونات العربية في الدوران لتبث للمشاهدين أعمالا درامية منوعة، ورغم اعتراض الكثير على بعض الأعمال إلا أن القائمين عليها يرفعون شعار السوق يريد ذلك وأن هذه الأعمال تلاقي رواجا ونجاحا عظيما ويستشهدون بنسب المشاهدة العالية على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي التي لا تصح أن تكون مقياسا بأي حال من الأحوال بسبب أن الفئة العمرية التي تقضي أغلب وقتها في رمضان على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي هي من الشباب صغير السن، ناهيك عن أن هذه المسلسلات تزييف الواقع وتظهره بصورة مغايرة تماما عما هو عليه بخلاف تزييف التاريخ فيما يطلق عليه مسلسلات تاريخية.

يا سادة الإعلام الحر ليس غاية فحسب، بل إنه أيضا وسيلة لتحقيق التحول الاجتماعي المنشود… هذا ما استخلصته دراسة جادة أجرتها منظمة اليونسكو في الستينيات من القرن الماضي وكانت تحت عنوان دور الإعلام في البلدان النامية فهل وسائل الإعلام العربية تقوم بدورها في إحداث هذا التغيير في شهر رمضان المبارك؟

انتظر تعليقاتكم وتفاعلكم دمتم في أمان الله

*المصدر: نجوم مصرية | ngmisr.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com