هاني سليمان: ما يسمى بخطة ترامب هدفه إنقاذ نتنياهو وإخراج إسرائيل من عزلتها
klyoum.com
أثارت الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة موجة واسعة من الجدل، لما تحمله من بنود مثيرة للانقسام بين من يعتبرها محاولة لإحياء مسار تفاوضي جديد، ومن يراها مجرد طرح منحاز يعيد إنتاج الأزمة ولا يقدم حلولًا جذرية للصراع.
وفي هذا السياق، جاءت تصريحات هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، لتضع الخطة تحت النقد والتحليل، معتبرًا أنها “مليئة بالتناقضات والغموض، وتخدم المصالح الإسرائيلية بالدرجة الأولى”.
قال د. هاني سليمان في تصريحات صحفية خاصة بموقع صدى البلد إن ما طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة ليس خطة بالمعنى الحقيقي، بل “مخطط” مليء بالملاحظات والتناقضات والنقاط الغامضة والمفخخة
وأوضح أن البنود الواردة جاءت معبرة بشكل كامل عن شروط ومطالب نتنياهو، ما يجعلها خطة في اتجاه واحد.
وأضاف: “الخطة تفتقر لأي ضمانات أو التزامات من الجانب الإسرائيلي، خصوصًا مع اشتراط تسليم الرهائن والجثامين خلال 72 ساعة، وهو بند يتيح لإسرائيل التنصل من الاتفاق في أي مرحلة”.
وأكد أن ما طرح هو اتفاق أمني وعسكري بحت يخدم إسرائيل، وليس اتفاقًا سياسيًا، حيث يستبعد كل الأطراف الفلسطينية بما فيها السلطة الوطنية.
وتابع: “الخطة تركز فقط على أحداث 7 أكتوبر وتداعياتها، من دون أي معالجة حقيقية للقضية الفلسطينية أو ذكر لحل الدولتين أو التزامات إسرائيلية واضحة”
وانتقد سليمان الترتيبات المؤسسية المقترحة ووجود توني بلير على رأسها، معتبرًا ذلك نوعًا من الوصاية وليس عملية سياسية تشاركية.
وأضاف: “وجود ترامب نفسه على رأس هذه الهيئة ينسف حياديتها؛ فالولايات المتحدة طرف في الصراع وليست وسيطًا، وهي متورطة في الانتهاكات والجرائم ضد الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن الخطة لم تتضمن أي اعتراف بالجرائم الإسرائيلية أو تحميلها مسؤوليات مادية أو قانونية، ولا حتى التزامات بالمساهمة في إعادة إعمار غزة.
وشدد على أن جوهر الخطة قائم على نزع سلاح حماس والفصائل، في تجاهل تام لأصل المشكلة المتمثل في الاحتلال، ولحق الشعب الفلسطيني في المقاومة.
واعتبر أن تفويض دول عربية بمهمة نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، مع اشتراط تغيير أدبيات السلطة الوطنية، يمثل فخًا إجرائيًا يُفقد الفلسطينيين أي سيادة حقيقية.
وقال: “الخطة في جوهرها محاولة لإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية وترميم صورة نتنياهو وترامب، وتحميل حماس المسؤولية الكاملة في حال رفضها أو طلبها لتعديلات”.
وحذر سليمان من أن ما طرح قد يكون تمهيدًا لتصعيد عسكري أكبر يشمل لبنان وإيران وربما سوريا.
وختم تصريحه قائلًا: “ما طرحه ترامب لا يمكن وصفه بخطة سلام، بل هو مخطط انتقائي ومنحاز، يفتقر للموضوعية والشمولية، ويعيد إنتاج الأزمة بدلًا من حلها”.