لونا الشبل: قصة الصعود واتهامات بالعمالة وصراعات مع أسماء الأسد
klyoum.com
منذ بداياتها الإعلامية في التلفزيون السوري ثم انتقالها إلى قناة الجزيرة القطرية، بدت لونا الشبل شخصية مثيرة للجدل، تجمع بين الطموح الإعلامي والقدرة على المناورة السياسية. لكن عودتها إلى دمشق عام 2010 لتضع نفسها في خدمة النظام السوري، سرعان ما أثارت شكوكًا واسعة حول ولائها، خاصة بعد أن حذر قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني من احتمال ارتباطها بجهات خارجية. هذه المسيرة التي انتهت بحادث سير غامض في يوليو 2024 على طريق الديماس، تكشف عن طبيعة الصراعات داخل القصر الجمهوري، وعن منافسة حادة مع أسماء الأسد وبثينة شعبان، في مشهد يعكس هشاشة البنية الداخلية للنظام السوري، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
من الإعلام إلى القصر الجمهوري
ولدت لونا الشبل في دمشق عام 1974 لعائلة درزية، ونشأت في بيئة بعثية الهوى. ودرست الفرنسية وعملت في التلفزيون السوري قبل أن تنتقل إلى قناة الجزيرة عام 2003، حيث تزوجت من الإعلامي اللبناني سامي كليب. لكن استقالتها المفاجئة عام 2010 وعودتها إلى دمشق وضعت خبراتها الإعلامية في خدمة نظام الأسد المخلوع، لتصبح بسرعة مقربة من بشار الأسد ومستشارة إعلامية في القصر الجمهوري. هذا الصعود السريع جعلها في منافسة مباشرة مع بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للأسد، وسط اتهامات بأنها تسعى لإقصاء خصومها والتقرب من أسماء الأسد.
اتهامات بالعمالة وصراعات شخصية
مع مرور الوقت، بدأت الاتهامات تتصاعد ضد الشبل. تقارير عدة أشارت إلى أن اللواء الإيراني قاسم سليماني نفسه شكك في ولائها، معتبرًا أن تركها راتبًا كبيرًا في الجزيرة مقابل راتب زهيد في التلفزيون السوري يثير الريبة. كما ترددت أنباء عن خلافات شخصية بينها وبين قرينة الرئيس السابق، أسماء الأسد، وصلت إلى حد أن الشبل كانت تردد أمام مقربين أنها تطمح لأن تكون "السيدة الأولى"، بل وتمنت موت أسماء بعد الإعلان عن إصابتها بالسرطان. هذه الطموحات الشخصية تحولت إلى صراع سياسي داخل القصر، حيث بدا أن الشبل تسعى إلى تعزيز نفوذها على حساب زوجة الرئيس.
وساطة سياسية ونفوذ متزايد
لم يقتصر دور لونا الشبل على الإعلام، بل لعبت دور الوساطة في ملفات سياسية حساسة، بينها لقاءات مطولة مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، قبل مغادرته دمشق. كما ارتبط اسمها بعلاقات مع شخصيات نافذة مثل شقيق بشار، ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة، وإن كان الأخير رفض دخولها مجالسه حتى بعد زواجها من عمار ساعاتي عام 2016. هذا الزواج منحها غطاءً إضافيًا داخل النظام، لكنه لم يبدد الشكوك حول طموحاتها المتزايدة.
ثراء مفاجئ ونهاية غامضة
مع مرور الأعوام، ظهرت علامات ثراء على لونا الشبل من خلال عقارات ومشاريع في دبي ودمشق، ما أثار تساؤلات حول مصادر أموالها. وأشارت تقارير واشنطن بوست إلى أنها حصلت على ملايين الدولارات من رجل الأعمال حسام قاطرجي، لكنها حولتها لحسابها الخاص بدلًا من تسليمها للأسد. وكانت وفاتها في حادث سير غامض عام 2024، بعد أسابيع من اختفاء شقيقها ملهم إثر الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، قد زادت من الغموض الذي أحاط بالفترة الأخيرة من حياتها. كما أن جنازتها المتواضعة، التي حضرها عدد محدود من المسؤولين، بدت وكأنها إشارة إلى نهاية مسار سياسي مثير للجدل.
دلالات سياسية
قصة لونا الشبل ليست مجرد سيرة شخصية، بل نافذة على طبيعة السلطة في دمشق إبان حكم بشار الأسد. فهي تكشف عن صراعات داخلية بين المستشارين والزوجة الأولى، وعن اتهامات بالعمالة والتلاعب بالملفات السياسية، وعن هشاشة النظام الذي لم يكن يتردد في التضحية بأقرب المقربين عند الحاجة.