لغز اغتيال كينيدي يعود للواجهة: وثائق جديدة تكشف أسرار أخفتها وكالة الاستخبارات
klyoum.com
في تطور صادم يعيد فتح واحد من أعقد الألغاز في التاريخ الأمريكي، كشفت وثائق سرية أُفرج عنها الخميس الماضي، عن علاقة مثيرة للجدل بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ولي هارفي أوزوالد، المتهم باغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963. هذه الوثائق أشعلت من جديد نظريات المؤامرة، وأثارت تساؤلات ملحة حول ما إذا كانت الوكالة ضالعة في الجريمة التي هزت العالم.
صلة غامضة تربط الوكالة بأوزوالد
بعد عقود من التكتم، كشفت الوثائق عن صلة غامضة بين جورج جوانيديس، أحد كبار ضباط وكالة الاستخبارات المركزية ونائب رئيس فرعها في ميامي عام 1963، ولي هارفي أوزوالد. وفقًا لمذكرة مؤرخة في 17 يناير 1963، كان جوانيديس يدير عملية سرية لدعم منظمة طلابية كوبية مناهضة لفيديل كاسترو، تُعرف باسم "المديرية الطلابية الكوبية". المفاجأة الكبرى؟ هذه المنظمة كانت على تماس مباشر مع أوزوالد.
في 9 أغسطس 1963، اندلعت مشادة بين أوزوالد وأعضاء المنظمة في شوارع نيو أورلينز أثناء توزيعه منشورات مؤيدة لكاسترو. وبعد أيام، في 21 أغسطس، ظهر أوزوالد في مناظرة تلفزيونية ساخنة ضد أعضاء المنظمة ذاتها، في مشهد عزز صورته كداعم متشدد للشيوعية. هل كانت هذه الأحداث مجرد صدفة، أم جزءًا من خطة محبوكة بعناية؟
لعبة التخفي والأسماء المستعارة
وتكشف الوثائق أن جوانيديس استخدم اسمًا مستعارًا، "هوارد غبلر"، مع رخصة قيادة مزيفة لإخفاء هويته أثناء إدارته للعملية. لعقود طويلة، أنكرت الوكالة استخدامه لهذا الاسم، رغم ظهوره في مراسلات مع نشطاء المنظمة. وبعد اغتيال كينيدي مباشرة، سارعت المنظمة الطلابية إلى نشر رواية تصوّر أوزوالد كشيوعي متعاطف مع كوبا، وهي قصة التقطتها صحف كبرى مثل "واشنطن بوست" و"ميامي هيرالد". هل كان هذا محاولة لصرف الأنظار عن الحقيقة؟
عرقلة التحقيقات: يد خفية في الظل
لم يقتصر دور جوانيديس على إدارة العملية السرية. بحسب المحقق هاردواي، عضو سابق في لجنة مجلس النواب التي حققت في الاغتيال، قاد جوانيديس جهودًا لتعطيل التحقيقات البرلمانية، محاولًا إخفاء أي صلة تربطه بأوزوالد. النائبة الجمهورية آنا بولينا لونا، المشرفة على مراجعة الوثائق الجديدة، ألقت قنبلة مدوية حين زعمت أن جوانيديس كان "متورطًا بنسبة ألف بالمئة" في التستر على الحقائق.
نظريات المؤامرة تشتعل من جديد
وأعادت هذه الكشوف إحياء الشكوك حول تورط وكالة الاستخبارات المركزية في اغتيال كينيدي، وهي فرضية تنفيها الوكالة بشدة منذ عقود. يستند أنصار نظرية المؤامرة إلى أدلة مثل العلاقة بين المنظمة الطلابية وأوزوالد، إضافة إلى خطة سرية تُعرف باسم "عملية نورثوودز" عام 1962، التي اقترحت تنفيذ هجمات وهمية لتوجيه اللوم إلى كوبا. يضيف البعض أن التوتر بين كينيدي والوكالة، خاصة بعد فشل غزو خليج الخنازير عام 1961، قد يكون أشعل شرارة مؤامرة لإزاحة الرئيس.
أصوات من الماضي تتحدث
فيما وصف الباحث جيفرسون مولي، المتخصص في قضية كينيدي، هذه الكشوف بأنها "تحول تاريخي"، مؤكدًا أن "ستار التضليل الذي نسجته الوكالة حول جوانيديس قد انهار أخيرًا". لكن الوكالة تتمسك بروايتها، حيث أكد متحدث باسمها أنها قدمت جميع الوثائق المتعلقة بالقضية إلى الأرشيف الوطني دون أي تنقيح، وفقًا لتوجيهات الرئيس السابق دونالد ترمب. هذه الوثائق، التي تشمل 40 وثيقة ضمن 80 ألف صفحة نُشرت في مارس 2025، تُعد جزءًا من جهود ترمب لكشف الحقيقة.
الذهول والشك
وأثارت هذه التطورات نقاشًا ساخنًا بين الأمريكيين، حيث يرى كثيرون أن الوثائق تُقوّض الرواية الرسمية التي تزعم أن أوزوالد تصرف بمفرده. مع كل وثيقة جديدة، يتجدد فضول الجمهور لمعرفة الحقيقة وراء اغتيال كينيدي، خاصة في ظل السياق المضطرب للحرب الباردة والتوترات السياسية آنذاك.