صحيفة بريطانية: قطار الركاب فائق السرعة الجديد ينطلق في مصر
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025تدخل مصر مرحلة جديدة من تحديث منظومة النقل مع اقتراب تشغيل أول قطار ركاب فائق السرعة، في خطوة تُعد من أكبر التحولات في تاريخ السكك الحديدية بالبلاد. القطار الجديد، الذي ظهر لأول مرة في معرض "ترانس إم إي إيه" في القاهرة الجديدة، يمثل نقلة نوعية في كيفية انتقال ملايين المصريين بين المدن الكبرى، ويعكس رؤية شاملة لتحديث البنية التحتية وتطوير وسائل النقل الجماعي على مستوى غير مسبوق، وذلك وفقا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
ويمتاز القطار الجديد بهيكل حديث مكوّن من ثماني عربات مزودة بنحو أربعمائة وتسعة وثمانين مقعدًا، بينها تسعة وتسعون مقعدًا للدرجة الأولى، ليقدم مستوى أعلى من الراحة وجودة الخدمة.
ويستطيع هذا القطار، المصمم خصيصًا لمواجهة ظروف الصحراء المصرية القاسية، الوصول إلى سرعات فائقة، ما يختصر زمن الرحلات بين المدن بنسبة قد تصل إلى خمسين في المئة.
ويعتمد النظام على تقنيات متطورة في تنقية الهواء والتبريد للتعامل مع الرمال والغبار ودرجات الحرارة الشديدة، في حين خضع لأشهر من الاختبارات لمواجهة أنواع مختلفة من الرمال الناعمة والخشنة، إضافة إلى التجارب الحرارية المكثفة.
ويأتي هذا التحول ضمن خطة شاملة لبناء شبكة كاملة للقطار السريع في مصر، تمتد على ما يقرب من ألفي كيلومتر، لتربط بين عدد كبير من المدن، أبرزها القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة والمدن الساحلية. وبحسب المعلومات المتاحة، فإن الشبكة الجديدة ستضم إحدى وأربعين محطة، وتربط بين خطوط ستسمح بتنقل أسرع وأوسع على مستوى الجمهورية، مع ربط مراكز إنتاجية وتجارية وسياحية كبرى بتوقيتات أقصر وأسعار تنافسية.
ووفق التصريحات الرسمية التي استعرضتها الصحيفة، أعلنت وزارة النقل أن الخط الأول من المشروع، الرابط بين العين السخنة والإسكندرية، سيبدأ تشغيله قريبًا، بعد الانتهاء من التجارب النهائية.
وأكد وزير النقل أن الشبكة ستوفر وسيلة نقل حديثة وآمنة، تُسهِم في تقليل الزمن المستغرق لنقل البضائع بين الموانئ المصرية، الأمر الذي يرفع من قدرات مصر اللوجستية ويعزز موقعها الاستراتيجي.
ويأتي المشروع ضمن شراكة بين مصر وشركتين من كبريات شركات المقاولات المحلية، وهو امتداد لمخطط أوسع بدأ الإعلان عنه منذ عام ألفين وثمانية عشر بهدف تحديث كامل منظومة السكك الحديدية. ويشمل هذا المخطط تطوير الشبكات القديمة، التي تمتد لأكثر من عشرة آلاف كيلومتر وتعتمد بشكل أساسي على القطارات التي تعمل بالديزل. وتؤكد التقارير أن أعمال التحديث الجارية تشمل تجديد القضبان، ونظم الإشارات، وتطوير المحطات، واستبدال جزء كبير من الأسطول القديم بأسطول حديث يعمل بالطاقة الكهربائية أو الأنظمة المتقدمة.
ويتجاوز تأثير مشروع القطار السريع حدود النقل اليومي، إذ يتوقع أن يسهم في تحسين جودة الهواء وتقليل الانبعاثات بنسبة تصل، وفق التقديرات الأولية، إلى سبعين في المئة مقارنة بالسيارات والحافلات. وهو ما يعزز جهود الدولة في الانتقال نحو منظومة نقل صديقة للبيئة. كما سيسهم في دعم السياحة الداخلية عبر تقليص زمن الرحلات إلى المقاصد الساحلية والجنوبية، إضافة إلى توفير خيارات أسرع للمسافرين بين المدن الكبرى.
ولا يقتصر الزخم على مصر وحدها، إذ يأتي المشروع امتدادًا لموجة إفريقية متصاعدة لتطوير شبكات القطارات فائقة السرعة، بعد أن دشنت المغرب أول خط من هذا النوع عام ألفين وثمانية عشر بين طنجة والدار البيضاء. كما تتقدم نيجيريا في مشروع ضخم لإنشاء خط يمتد لأربعة آلاف كيلومتر بين لاغوس وبورت هاركورت، في إشارة إلى دخول القارة حقبة جديدة من تحديث النقل العابر للمدن.
ومع اقتراب موعد التشغيل، تتجه الأنظار إلى الخطوة التالية في مسيرة مصر نحو تحديث قطاع النقل، وسط توقعات بأن يمثل القطار الجديد واجهة حضارية في منظومة النقل، وبداية سلسلة من المشروعات التي ستغير شكل التنقل داخل البلاد لعقود مقبلة.