اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

خطة ترامب للسلام في غزة.. بين مكاسب إسرائيلية وحقوق فلسطينية غائبة

خطة ترامب للسلام في غزة.. بين مكاسب إسرائيلية وحقوق فلسطينية غائبة

klyoum.com

تثير الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة عاصفة من الجدل السياسي والإعلامي على المستويين الإقليمي والدولي، نظرًا لما تحمله من بنود مثيرة للانقسام بين من يصفها بكونها محاولة لإحياء مسار تفاوضي قد يفضي إلى تهدئة، وبين من يراها استمرارًا لنهج الانحياز الأمريكي التاريخي تجاه إسرائيل.

فالخطة، التي جرى الترويج لها في ثوب دبلوماسي يرفع شعار “السلام”، سرعان ما ووجهت بانتقادات واسعة من جانب الخبراء الذين اعتبروا أنها تهدف في جوهرها إلى تقديم القضية الفلسطينية في صورة أزمة إنسانية وأمنية فحسب، بعيدًا عن بعدها السياسي كقضية تحرر وحقوق شعبية مشروعة.

ويذهب محللون إلى أن البنود التي تضمنتها الخطة لا تعكس إرادة حقيقية لإنهاء الصراع بقدر ما تكشف عن محاولة أمريكية جديدة لإدارة الأزمة بدلًا من حلها، بما يضمن استمرار النفوذ الأمريكي في المنطقة حتى وإن جاء ذلك على حساب الحقوق الفلسطينية الأساسية.

قال استاذ السياسة سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ما أشبه اليوم بالبارحة، فبين صفقة القرن والخطة الترامبية تتأرجح غزة بين واشنطن وتل أبيب، فيما دفع الشعب الفلسطيني ثمناً فادحاً تجاوز 62 ألف شهيد.

 

وأكد الزغبي أن الخطة التي طرحت على أنها حل شامل لإنهاء الحرب تتضمن وقف إطلاق النار، إعادة الإعمار، وتشكيل حكومة انتقالية عبر قوة دولية، مضيفاً أن ترامب يسعى من خلالها إلى الظهور بمظهر صانع السلام، طامحاً في نوبل للسلام، وباحثاً عن دور عالمي.

وشدد على أن أي خطة يكون محورها ترامب ونتنياهو مع غياب الفاعلين الفلسطينيين الأساسيين  سواء السلطة أو حماس “تفقد مصداقيتها منذ البداية.”

وأوضح الزغبي أن الخطة تمنح إسرائيل عدة مكاسب رئيسية، أولها شرعية دولية تسمح لها بالخروج من حرب مكلفة دون أن تعتبر مهزومة، وثانيها إضعاف حماس سياسياً عبر استبعادها من أي دور رسمي وهو ما يعني إخراجها من المعادلة السياسية، أما ثالثها فهو استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على حدود غزة بما يضمن لها الأمن دون تحمل أعباء إعادة الإعمار.

وبين الزغبي أن الجانب الفلسطيني يحصل على بعض المكاسب، لكنها تبقى محدودة، مثل وقف نزيف الدماء عبر إيقاف القصف والعمليات العسكرية وهو إنجاز إنساني، وإعادة إعمار غزة بضخ أموال عربية ودولية لإعادتها إلى الحياة، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى وهي خطوة معنوية مهمة لكنها لا ترقى لمستوى المطالب الفلسطينية الجوهرية كإقامة الدولة والقدس وعودة اللاجئين.

وحذر الزغبي من أن الخطة تواجه عقبات جدية، مشيراً إلى أن إقصاء حماس يجعل التنفيذ شبه مستحيل لأنها الطرف الذي يسيطر على الأرض والسلاح، كما أن الخطة تفتقر لرؤية واضحة للدولة الفلسطينية إذ تركز على غزة ككيان إنساني وأمني لا كجزء من دولة مستقلة، فضلاً عن صعوبة تطبيق فكرة القوات الدولية في بيئة غزة المعقدة ورفض الفصائل المسلحة، إلى جانب الفجوة التي قد تنشأ مع بعض الدول العربية التي تشترط انسحاباً إسرائيلياً كاملاً وضمانات أوسع للفلسطينيين.

واستطرد الزغبي قائلاً الخطة في جوهرها ليست سوى صفقة تهدئة طويلة، تحفظ لإسرائيل أمنها وصورتها، بينما تقدم للفلسطينيين مكاسب إنسانية محدودة، لكنها لا تمس جذور الصراع ولا تعالج قضاياه الكبرى: الدولة، السيادة، القدس، والحدود.

وأضاف قد تحقق الخطة نتائج ملموسة على المدى القصير مثل وقف القتال وإعادة الإعمار واستقرار نسبي، لكنها على المدى البعيد تصب في صالح إسرائيل، عبر إقصاء حماس وتحويل غزة إلى ملف إنساني  اقتصادي بعيداً عن الحل السياسي الشامل.

وختم الزغبي تصريحاته قائلاً: “من دون ضمانات متبادلة من إسرائيل وحماس تبقى الخطة مجرد وهم، لكن إذا تحققت تلك الضمانات وأقرت دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية، فقد تنجح الخطة وتصبح خطوة حقيقية نحو السلام.”

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com