الأمم المتحدة تحذر من احتمال وفاة 14 ألف رضيع في غزة
klyoum.com
تُشير تقارير صحفية عالمية إلى أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بلغت مستويات كارثية للغاية، حيث حذر مسؤولون أمميون من فاجعة وشيكة.
وفقًا لمجلة "تايم"، أطلق مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، تحذيرًا صارخًا أمس الثلاثاء، مفاده أن ما يصل إلى 14،000 رضيع في غزة قد يموتون خلال 48 ساعة فقط إذا لم يتلقوا تغذية ورعاية طبية عاجلة.
وأكد فليتشر لشبكة بي بي سي أن "هذا ليس طعامًا من الممكن أن تسرقه حماس"، مشددًا على الأهمية القصوى لإيصال حليب الأطفال إلى الأمهات اللواتي يعانين حاليًا من نقص القدرة على إطعام أطفالهن.
يأتي هذا التحذير المروع في خضم انتقادات دولية متزايدة وواسعة النطاق للقيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، حيث وصفتها كل من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا في بيان مشترك بأنها "غير كافية على الإطلاق".
تفاقم الأزمة الإنسانية وانتقادات دولية
تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة بشكل كبير بسبب القصف المستمر للبنية التحتية الحيوية، مما أثار دعوات عاجلة لحماية مرافق الرعاية الصحية المتبقية. في يوم الاثنين، دعت منظمة الإغاثة الطبية للفلسطينيين إلى توفير حماية عاجلة للمنشآت الصحية في غزة عقب قصف مستشفى ناصر في خان يونس.
وأكدت المنظمة أن "مستشفى ناصر هو العمود الفقري لما تبقى من الرعاية الصحية في جنوب غزة"، محذرة من أن "المستشفى استُهدف مرتين في الأسبوع الماضي، ومع كل اعتداء، يخاطر بالإغلاق التام، مما يدفع النظام الصحي في غزة نحو الفناء الشامل". تُظهر هذه الهجمات المباشرة على المرافق الطبية تدهورًا خطيرًا في الوضع، مما يعرض حياة المرضى والجرحى للخطر بشكل غير مسبوق.
انقسامات داخل إسرائيل ودعوات لوقف الحرب
وقد سلطت هذه الأحداث الضوء على الخلافات العميقة داخل إسرائيل نفسها، حيث انتقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بشدة الإجراءات الحالية في غزة، واصفًا إياها بأنها "قريبة جدًا من جريمة حرب" و"لا معنى لها".
وقال أولمرت، الذي شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل بين عامي 2006 و2009، لشبكة بي بي سي يوم الثلاثاء: "من كل وجهة نظر، هذا بغيض ومثير للاشمئزاز. نحن نقاتل قتلة حماس، لا نقاتل المدنيين الأبرياء. وهذا يجب أن يكون واضحًا". وتأتي هذه التصريحات القوية في أعقاب انتقادات مماثلة من زعيم الديمقراطيين في إسرائيل، يائير جولان، الذي صرح لإذاعة ريشيت بيت الإسرائيلية بأن "دولة عاقلة لا تشارك في القتال ضد المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها أهدافًا بتهجير السكان". وقد رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة على تصريحات جولان، واصفًا إياها بأنها "انحدار جديد" وتُردد "أكثر افتراءات الدم المعادية للسامية فظاعة" ضد جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل.
تدهور الوضع الغذائي وارتفاع الأسعار
وفي سياق متصل، كان متوسط 500 شاحنة مساعدات تدخل غزة يوميًا قبل بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. ولكن بعد هجوم حماس في ذلك اليوم، فرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على غزة، مما أوقف دخول جميع السلع، بما في ذلك المساعدات الإنسانية. ومنذ ذلك الحين، لم يُسمح إلا بدخول جزء ضئيل من مستويات المساعدات السابقة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير. وعلى الرغم من الترحيب باستئناف دخول بعض شاحنات المساعدات مؤخرًا، إلا أن السكان المحليين يواجهون صعوبة متزايدة ويأسًا في الحصول على الغذاء.
في دير البلح، على سبيل المثال، حيث يدير عدي بشير أحد مطابخ الإغاثة الثلاثة المتبقية فقط في المنطقة، وصف الوضع قائلًا: "تجريد الناس من الغذاء هو أبشع سلاح يستخدمونه ضدنا. لا يمكنك العمل إذا كنت جائعًا طوال الوقت. الجميع يقاتل من أجل الطعام". وأشار إلى أن مطبخه، الذي كان ينتج ستة قدور من الطعام يوميًا قبل الحرب، ينتج الآن 15 قدرًا، يخدم كل منها حوالي 250 شخصًا. ومع ذلك، فإن الارتفاع الهائل في أسعار الإمدادات الأساسية يعرقل جهودهم بشكل كبير، حيث ارتفع سعر الدقيق بنسبة 5،000% وزيت الطهي بنسبة 1،200% منذ 18 مارس. ويختتم بشير بتشاؤم قائلًا: "100 شاحنة لن تكون كافية لتغطية أي شيء... لا أعتقد أن مطبخنا سيحصل على أي شيء من هذه الشاحنات"، مما يسلط الضوء على عمق الأزمة التي يواجهها سكان غزة.