أول استقالة رسمية في الحكومة السورية احتجاجا على أحداث السويداء
klyoum.com
أعلنت سمة محمد عبد ربه، مستشارة وزير الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية، استقالتها رسميًا يوم الجمعة، وذلك احتجاجًا على ما وصفته بـ"الأحداث الدموية" الجارية في محافظة السويداء.
وأكدت عبد ربه، في منشور نشرته عبر حسابها الشخصي على موقع فيسبوك، أن منصبها كان عملاً تطوعيًا وليس بغرض "التسلق السياسي"، مشيرة إلى أنها لم تعد تحتمل الصمت أمام ما وصفته بإراقة دماء أبناء الشعب السوري، معتبرة أن السويداء "منكوبة" في ظل غياب الشفافية من جانب الحكومة حول حقيقة ما يجري في المحافظة.
كشفت عبد ربه أنها تعرضت لـ"حملة شرسة من الشتائم والاتهامات بالخيانة" عقب منشور سابق انتقدت فيه الأوضاع، وقالت بنبرة لاذعة: "انفتح مجرور الصرف الصحي السوري العابر للطوائف والمناطق"، في إشارة إلى مستوى الاحتقان المجتمعي والطائفي، مضيفة: "أنا حزينة على حال السوريين الغاضبين والمحتقنين طائفيًا ومناطقيًا وعشائريًا".
أزمة السويداء السورية | نزوح 79 ألف شخص .. وانهيار خدمات الكهرباء والماء والوقودقرار إسرائيلي مفاجئ بشأن السويداء .. وجنبلاط يحذر: لا حماية للدروز عبر التدخلات الخارجية
ودعت المستشارة المستقيلة إلى تدخل عاجل من الأمم المتحدة والحكومة الأردنية كجهات "محايدة" لتقييم الوضع الإنساني وتقديم المساعدة، مستنكرة غياب أي تحرك دولي حقيقي، وكتبت في منشورها: "لا أفهم كيف لم يتم ذلك حتى الآن.. السويداء تحترق."
هاجمت عبد ربه ما وصفته بازدواجية المعايير لدى النظام السوري، قائلة: "ألم نطالب بتدخل تركي وأمريكي حين كان الأسد يقتل أهلنا في إدلب والغوطة؟ فلماذا نرفض اليوم أي تدخل لحماية أهلنا في السويداء؟"
وفي منشور لاحق، انتقدت الخطابات الرسمية والشعبوية، ووصفتها بأنها "لا تُنقذ أرواح الشباب"، مستنكرة استخدام تعابير مثل "التأديب" لتبرير العنف. وختمت بقولها: "نحن بحاجة لآلاف السنين لنُؤسّس قاعدة أخلاقية حقيقية، لا لمئة عام كما كنت أظن."
تُعد استقالة عبد ربه أول استقالة رسمية من داخل الحكومة السورية على خلفية التصعيد في السويداء، في وقت تتصاعد فيه وتيرة الاحتجاجات والاشتباكات، وسط تعتيم إعلامي وصمت رسمي حول حجم الضحايا والوضع الإنساني المتدهور في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.