اخبار مصر

الرئيس نيوز

منوعات

سماء مصر تتألق بالجمال الكوني: زخات شهب الجباريات والمذنب ليمون يرسمان لوحة نادرة

سماء مصر تتألق بالجمال الكوني: زخات شهب الجباريات والمذنب ليمون يرسمان لوحة نادرة

klyoum.com

في ليلة خريفية ساحرة، تحولت سماء الصحراء في مصر إلى مسرح مفتوح لعرض كوني مذهل جمع بين زخات شهب الجباريات ومرور المذنب "ليمون" في تزامن نادر، جذب أنظار المصورين وعشاق الفلك من مختلف أنحاء العالم. الحدث لم يكن مجرد ظاهرة فلكية، بل تجربة بصرية وروحية استثنائية، خاصة في مناطق الصحراء الغربية التي تُعد من أكثر الأماكن ظلمة على وجه الأرض، وفقًا لموقع سبيس دوت كوم.

وشكّلت بعض المحافظات والمناطق الصحراوية نقاطًا مثالية لرصد زخات شهب الجباريات والمذنب ليمون خلال أكتوبر 2025، بفضل انخفاض التلوث الضوئي واتساع الأفق، على سبيل المثال، كانت واحة الفرافرة في محافظة الوادي الجديد من أبرز المواقع التي شهدت تجمعات لهواة الفلك والمصورين، حيث تُعد من أكثر المناطق ظلمة في شمال إفريقيا، ما أتاح رؤية واضحة للشهب والمذنب. كما برزت مناطق في الفيوم، وكذلك في واحة سيوة في محافظة مطروح كوجهة مفضلة للرصد، خاصة في محيط جبل الدكرور، حيث نظمت بعض الجمعيات الفلكية جلسات مفتوحة للجمهور. كذلك، شهدت الواحات البحرية في محافظة الجيزة نشاطًا ملحوظًا، إذ استغل المصورون الطبيعة الصخرية الفريدة كخلفية بصرية للحدث السماوي. هذه المواقع وفّرت ظروفًا مثالية للرصد بين الساعة الثالثة والخامسة فجرًا، حيث كانت نقطة إشعاع الشهب مرتفعة في الأفق الجنوبي الشرقي.

زخات الجباريات: شهب من إرث مذنب هالي

زخات شهب الجباريات، التي تنجم عن مرور الأرض عبر الحطام الذي خلفه مذنب هالي، بلغت ذروتها هذا العام بين 20 و23 أكتوبر، حيث تساقطت الشهب بمعدل وصل إلى 20 شهابًا في الساعة، وفقًا لتقديرات موقع "سبيس دوت كوم". ما يميز هذه الزخات أنها تنطلق من كوكبة الجبار، وتُعرف بسرعتها الفائقة التي تصل إلى 66 كيلومترًا في الثانية، ما يجعلها تترك ذيولًا طويلة ومضيئة في السماء.

وقد ساهم غياب القمر في في توفير ظروف مثالية للرصد، حيث ظهرت الشهب بوضوح في سماء خالية من التلوث الضوئي، خاصة في مناطق مثل واحة الفرافرة وسيوة. المصورون نصبوا عدساتهم منذ غروب الشمس، منتظرين لحظة الانفجار السماوي، الذي لم يخيب التوقعات.

المذنب ليمون: الزائر الأخضر من أعماق النظام الشمسي

وفي تزامن فلكي نادر، ظهر المذنب "ليمون" (C/2025 A6) في السماء المصرية خلال نفس الفترة، ليضيف بعدًا بصريًا وعلميًا للحدث. المذنب، الذي اكتُشف في يناير 2025 من قبل مرصد جبل ليمون في أريزونا، بلغ ذروة لمعانه في منتصف أكتوبر، وأصبح مرئيًا بالعين المجردة في المناطق المظلمة، حيث بلغ قدره الظاهري +5.

والتُقطت صور مذهلة من قلب الصحراء البيضاء، تُظهر المذنب بلونه الأخضر الزمردي وذيله المتوهج وهو يعبر السماء خلف خلفية من الشهب المتساقطة. هذا اللون الأخضر يعود إلى تفاعل أشعة الشمس مع مركبات السيانوجين وثنائي الكربون في نواة المذنب، ما يمنحه توهجًا فريدًا لا يدوم طويلًا، ويجعل لحظات رصده أكثر قيمة.

تجربة بصرية وسياحية وعلمية

الحدث لم يكن فقط فرصة للرصد والتصوير، بل أيضًا مناسبة لتعزيز السياحة الفلكية في مصر. جمعيات فلكية محلية نظمت جلسات رصد مفتوحة وورش عمل علمية، شارك فيها مئات من المهتمين، بينهم طلاب وباحثون وسياح أجانب. كما بدأت شركات سياحية في الترويج لرحلات "السياحة الفلكية"، مستفيدة من الاهتمام العالمي المتزايد بهذه الظواهر.

من الناحية العلمية، يشكل هذا التزامن فرصة نادرة لدراسة سلوك المذنبات والشهب في بيئة مثالية، حيث تُجمع بيانات حول تركيب المذنب وسرعة الشهب وتفاعلها مع الغلاف الجوي. ويأمل علماء الفلك أن تسهم هذه البيانات في فهم أعمق لتاريخ النظام الشمسي وتطوراته، وفقا لموقع سكاي لايف.

مصر والسماء: علاقة أزلية تتجدد

وأعاد مشهد الجمال الكوني الفريد والنادر إلى الأذهان العلاقة العميقة بين المصريين والسماء، منذ أيام الفراعنة الذين ربطوا بين الظواهر الفلكية ومعتقداتهم الدينية. واليوم، تعود السماء لتلهم جيلًا جديدًا من المستكشفين والمبدعين، الذين وجدوا في زخات الجباريات والمذنب ليمون رمزًا للجمال الكوني والأمل في الاستكشاف العلمي.

وبينما يواصل المذنب رحلته مبتعدًا عن الأرض، وتخفت زخات الجباريات تدريجيًا، تبقى الصور والذكريات محفورة في وجدان من عاشوا تلك الليالي، كدليل على أن الكون لا يتوقف عن إدهاشنا، وأن مصر، بأرضها وسمائها، ما زالت تقدم للعالم مشاهد لا تُنسى من سحر الطبيعة والفضاء، وفقا لصحيفة سكاي ووك.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة