خبير: تأخر المساعدات تسبب في مآسٍ إنسانية.. وإسرائيل تستخدمها كسلاح ضغط
klyoum.com
أكد أحمد الصفدي، الخبير في الشأن الإسرائيلي أن المشكلة ليست في الدبلوماسية المصرية ولا في الدبلوماسية الفلسطينية أو حتى في فصائل المقاومة الفلسطينية التي أبدت مرونة منذ إدارة بايدن السابقة.
وقال الصفدي في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "إسرائيل هي التي تتعنت، وهي التي طالما رمت بكرة النار في وجه مصر، محاولة تحميلها مسؤوليات غير عادلة، خصوصًا فيما يتعلق بتهجير الشعب الفلسطيني، والضغط لإدخال المساعدات".
وأضاف: "منذ الشهر الأول للحرب، حاولت إسرائيل الدفع نحو تهجير الفلسطينيين إلى مصر، وتآمرت على معبر رفح، حتى استُشهد جنود مصريون كانوا يدافعون عن المعبر من الجهة المصرية وفي الوقت ذاته، حملت إسرائيل مصر مسؤولية عدم دخول المساعدات، في سياق من الأكاذيب التي لا تنطلي على الشعب الفلسطيني، الذي يدرك أن الهدف منها هو ضرب العلاقة بينه وبين الأشقاء المصريين".
وتابع: "نحن أمام معضلة؛ فالمقاومة إذا أبدت مرونة في المفاوضات، يُتهم الفلسطينيون بالضعف وتُستأنف الحرب بهدف تحقيق مكاسب إسرائيلية، وعلى رأسها ملف الأسرى وإذا أبدت المقاومة صلابة، تُتهم بالتعنت وتُستمر المجازر، نتنياهو في مأزق داخلي؛ إذا تعنت، فإن جنوده قد لا يعودون، وإذا أبدى مرونة، يُتهم بالاستسلام، وهذا يُظهر عمق المعضلة السياسية والعسكرية في إسرائيل".
وأكمل: "إدخال المساعدات تأخر كثيرًا، وهذا التأخير أدى إلى موت الكثير من الأطفال والمرضى. هناك حاجة ماسة إلى تصعيد الضغط لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، خصوصًا حليب الأطفال لا يمكن ربط إدخال المساعدات الإنسانية بالمفاوضات، فالمساعدات لا تأتي من إسرائيل، بل من الدول العربية ومصر، وإسرائيل تمنع دخولها وتستخدمها كورقة ضغط لدفع الشعب الفلسطيني نحو الاستسلام".
وذكر: "إذا تجاوبت المقاومة دون الحصول على ضمانات حقيقية، فإن الحرب ستُستأنف إسرائيل لم تلتزم باتفاقات سابقة، سواء ما يتعلق بلبنان أو غيره ما يحدث هو معضلة مركبة لا انسحاب للجيش الإسرائيلي، ولا التزام بوقف الحرب، ولا احترام لمسارات إنسانية حقيقية حتى الإنزال الجوي للمساعدات لا يُعدّ مجديًا، وقد أدى سابقًا إلى مقتل مدنيين عند سقوط المساعدات فوق رؤوسهم".
واختتم: "إسرائيل تسعى إلى إدارة الضغط وليس الاستجابة له، وهي تحاول امتصاص الغضب الشعبي والدولي عبر خطوات جزئية وغير كافية الممرات الإنسانية التي يتحدث عنها جيش الاحتلال ليست آمنة، وهي مشوبة بالخداع، وقد تحولت إلى كمائن ومناطق قتل جماعي".