تزايد الاعترافات الدولية بفلسطين .. تحولات دبلوماسية تُعيد رسم ملامح الصراع
klyoum.com
يشهد الملف الفلسطيني تحولًا بارزًا على الساحة الدولية، مع تزايد الاعترافات الرسمية بدولة فلسطين. وتأتي هذه التطورات في ظل مؤشرات قوية على احتمال انضمام بريطانيا إلى قائمة الدول المعترفة، بما قد يشكل نقطة تحول جديدة ويمهّد لمرحلة أوسع من الدعم السياسي للقضية الفلسطينية.
ويعكس هذا الازدحام الدولي تغيرًا ملحوظًا، حيث لم تعد الرواية الإسرائيلية تحظى بذات التفوق، في وقت يتزايد فيه إدراك المجتمع الدولي لحجم الانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني من حصار وتهجير واستيطان.
أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينية تمثل ضربة سياسية كبيرة للاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اعترف صراحة قبل أيام بأن إسرائيل باتت "منبوذة ومعزولة" على مستوى العالم، ولم يعد يدافع عنها سوى الولايات المتحدة وبعض الدول ذات التوجهات اليمينية مثل المجر والأرجنتين والأوروغواي.
وقال الرقب: "كل اعتراف جديد بفلسطين يعمّق عزلة الاحتلال، لكنه لا يوقف عمليًا آلة القتل ولا يمنع مصادرة الأراضي الفلسطينية"، موضحًا أن الولايات المتحدة هي الداعم الأكبر للاحتلال في ممارساته العدوانية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن هذه الاعترافات تحمل دلالات معنوية بالأساس، فهي بمثابة "انتصار لدماء الشهداء من الأطفال والنساء الأبرياء"، ومحاولة من المجتمع الدولي لتصحيح خطأ تاريخي ارتُكب بحق الشعب الفلسطيني منذ قرار التقسيم 181، الذي نصّ على قيام دولتين: يهودية وعربية، إلا أن الدولة اليهودية قامت بينما لم تقم الدولة العربية.
وأضاف الرقب: "اليوم حين تتجه بريطانيا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإننا نأمل ألا تتراجع عن هذه الخطوة، لأنها فرصة لتصحيح خطأ ارتكبته قبل أكثر من مائة عام، عندما منحت وعد بلفور وسهّلت عملية التهجير والانتداب الذي مهد لاحتلال فلسطين".
وشدّد على أن هذه الاعترافات يجب أن تُبنى عليها خطوات سياسية وقانونية داخل المؤسسات الدولية، بحيث تُطرح القضية الفلسطينية في كل المحافل، وتشكل أداة ضغط على الاحتلال لمراجعة سياساته.