كيف ترى حماس والفصائل الفلسطينية مبادرة ترامب للسلام؟
klyoum.com
بينما لم تعلن حركة حماس رسميًا أنها تسلمت مسودة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل السلام المزعوم في الشرق الأوسط، قال مصدر قيادي بارز في الحركة إن قيادة حماس ووفدها المفاوض تسلموا ما يُسمى بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، خلال اجتماع الاثنين الماضي في العاصمة القطرية الدوحة مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد.
ووفق موقع المنصة، أوضح قيادي في حماس – طلب عدم نشر اسمه – أن الوفد المفاوض بدأ دراسة الخطة، وحول الموقف الأولي منها قال إنها بشكلها الحالي "غير مقبولة وعليها بعض التحفظات".
فيما قال قيادي آخر بالحركة إنهم يرفضون فكرة تدويل القطاع أو الإدارة الدولية له، وإن الحركة تتمسك بإدارة فلسطينية من شخصيات تكنوقراط غير فصائلية، كما جاء في المبادرة المصرية السابقة الخاصة بلجنة الإسناد المجتمعي، مشددًا على أن "حماس مستعدة للتخلي عن حكم القطاع في إطار أي اتفاق يتم التوصل إليه".
وأضاف أن الحركة ترفض أيضًا الحديث عن نزع سلاح المقاومة من دون أن يكون ذلك مرفقًا بإقامة دولة فلسطينية.
وأشار القيادي إلى أن حماس سبق وأكدت للوسطاء استعدادها لإبرام هدنة طويلة الأمد، في إطار الحديث عن حلول يمكن التوافق عليها، طالما أنه لا يوجد حتى الآن حديث عن إقامة الدولة الفلسطينية.
وأوضح أن الحركة مستعدة لتسليم المحتجزين دفعة واحدة بعد مهلة لا تتجاوز الأسبوع لجمع الجثامين، ولكن ذلك مشروط بالتوصل إلى اتفاق يراعي الحقوق والمطالب الفلسطينية.
وكان مصدر مطلع على مقترح ترامب قد قال لموقع أكسيوس الأميركي، إن الخطة التي قدمها ترامب تضمنت تغييرات كبيرة عن تلك التي وافق عليها قادة مجموعة من الدول العربية والإسلامية خلال لقائهم الرئيس الأميركي.
وأكد أن التغييرات الكبيرة على الخطة جاءت بطلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وأوضح المصدر أن نتنياهو أدخل تغييرات على نص الخطة، ولاسيما فيما يتعلق بشروط وجدول الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وأن هذه التغييرات ربطت انسحاب إسرائيل من القطاع بالتقدم في نزع سلاح حماس، ومنحت تل أبيب "حق النقض" (الفيتو) على مسار العملية.
وأضاف أن نتنياهو أكد أنه حتى لو استوفيت جميع الشروط (بما فيها سحب السلاح) وتم تنفيذ المراحل الثلاث من الانسحاب، ستبقى القوات الإسرائيلية في منطقة أمنية داخل غزة، وهو ما قد يعني بقاءها إلى أجل غير مسمى.
وأشار المصدر إلى أن مسؤولين من مصر والسعودية والأردن وتركيا كانوا غاضبين من التغييرات في الخطة، وأن القطريين حاولوا إقناع إدارة ترامب بعدم نشر الخطة المفصلة يوم الاثنين بسبب تلك التغييرات، لكن البيت الأبيض نشرها وحثّ الدول العربية والإسلامية على دعمها.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة – إن ما يسمى بخطة ترامب التي تحقق لنتنياهو أهدافه السياسية من خلال حربه على غزة، هي برنامج أمني سياسي متكامل لفرض صيغة استسلام على المقاومة والشعب الفلسطيني، ووصفت بنود الخطة بأنها ضبابية تستوجب دقة عالية في التعاطي معها من موقع المصلحة الوطنية العليا.
أما عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي حسن فقال إن خطة ترامب "وصفة لإدارة الحرب لا لإنهائها"، وإنها تضرب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، في محاولة بائسة لفصل غزة عن الكيانية والجغرافيا السياسية الفلسطينية.
وأضاف أن الخطة تقوض مبدأ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وتدفعه نحو الوصاية الدولية، بما يعني تكريس الاستعمار بأوجه جديدة.
واعتبر أنها مُعدّة لإنقاذ الاحتلال الذي فشل على مدار عامين في تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية من وراء الحرب.
وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أركان بدر إن خطة ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة تستهدف اجتثاث الكل الفلسطيني، وأنها تطال فتح وحماس والجهاد وكل المكونات الوطنية، متنكرة لوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
ودعا بدر إلى عقد اجتماع فوري للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، والاتفاق على استراتيجية وطنية كفاحية شاملة لمواجهة ما وصفه بـ"الخطر الوجودي".
من جانبه، قال الأمين العام للجان المقاومة في فلسطين أيمن الششنية إن خطة ترامب تمثل تبنيًا كاملًا لمطالب الكيان الصهيوني ومشروعه الاستيطاني التوسعي، معتبرًا أنها تحقق حلم نتنياهو بتصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال وسيطرته على غزة بمباركة دولية.
وأضاف أن الخطة محاولة لهندسة قطاع غزة وفق مفهوم استعماري – استثماري – أمني هدفه الأول والأخير إنقاذ الكيان الصهيوني من عزلته وتوسيع التحالفات الإقليمية العربية – الصهيونية لاستعادة مسار التطبيع والاتفاق الإبراهيمي.