العواصف الرملية خطر متصاعد قادم | ما السبب؟
klyoum.com
من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، أصبحت العواصف الرملية والترابية ظاهرة تتكرر بوتيرة متزايدة، مسببة اضطراب في الحياة اليومية ومخاطر صحية متفاقمة منها مشاهد السماء المغبرة، وصعوبات التنفس، وتعطل حركة الملاحة.
العواصف الرملية، تنشأ عندما تتسبب الرياح القوية في رفع الغبار والرمال من التربة الجافة إلى الغلاف الجوي.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من مليوني طن من الرمال والغبار تنطلق سنويا في الجو، نصفها تقريبًا مصدره الصحراء الكبرى في أفريقيا.
وتوضح المنظمة أن هذه الجسيمات يمكن أن تقطع آلاف الكيلومترات، ناقلة معها المغذيات التي تدعم النظم البيئية، من غابات الأمازون إلى المحيط الأطلسي، لكن في المقابل، تُنذر بمخاطر صحية وبيئية جسيمة.
تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية أن العواصف الرملية باتت أكثر تكرارا وحدة، وخصوصاً في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 330 مليون شخص حول العالم يتأثرون بهذه الظاهرة سنويًا.
ولا تقتصر الأضرار على انعدام الرؤية أو توقف وسائل النقل، بل تتعداها إلى تأثيرات خطيرة على الجهاز التنفسي، منها الربو والالتهاب الرئوي.
وتشير الدراسات إلى أن الجسيمات الدقيقة قد تصل إلى مجرى الدم، مؤثرة على أعضاء الجسم كافة.
وفي عام 2017، بلغت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن تآكل التربة بفعل الرياح والغبار في الولايات المتحدة وحدها نحو 154 مليار دولار، وفق تقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
تتوقع المنظمة ازدياد بؤر الغبار الساخنة في عدد من المناطق، منها دول في غرب إفريقيا مثل ليبيريا وساحل العاج وغانا، إضافة إلى مصر، وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل في أمريكا اللاتينية، وأجزاء من الصين وآسيا الوسطى.
كما لم تسلم دول أوروبية كإيطاليا وإسبانيا من آثار هذه العواصف.
بحسب خبراء المناخ، فإن التصحر وذوبان الأنهار الجليدية وسوء إدارة الأراضي عوامل تضاعف من حدة العواصف.
رغم أن الظاهرة جزء من دورة الأرض الطبيعية، إلا أن نحو 25% من انبعاثات الغبار تعود إلى أنشطة بشرية مباشرة، مثل البناء والزراعة وقطع الأشجار.
وترى الأمم المتحدة أن هذا يعني إمكانية التخفيف من الظاهرة من خلال سياسات بيئية مستدامة، تعيد التوازن إلى العلاقة بين الإنسان والطبيعة.