اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

حماس بين الثوابت والواقعية.. مناورة سياسية تربك إسرائيل وتعيد تشكيل المشهد

حماس بين الثوابت والواقعية.. مناورة سياسية تربك إسرائيل وتعيد تشكيل المشهد

klyoum.com

في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها ساحة الصراع في قطاع غزة، يبرز موقف حركة حماس من المقترح الأخير لوقف الحرب كعلامة فارقة في مسار الأزمة، حيث يعكس هذا الموقف تحولا مهما في منهج الحركة السياسي، وهذا التحول لا يشير إلى تراجع عن الثوابت، بل إلى قراءة دقيقة للواقع الميداني والسياسي، واستثمار ذكي للفرص الممكنة ضمن ظروف معقدة ومتغيرة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن تعاطي حركة حماس بمرونة مع المقترح المطروح لوقف الحرب في غزة يظهر درجة عالية من الذكاء السياسي والحكمة في إدارة الأزمة. 

وأضاف الرقب، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الحركة، التي خاضت مواجهة طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي، تدرك الآن أن الاستمرار في التصعيد العسكري لم يعد يصب في مصلحة القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها خلال الشهور الماضية، سواء على مستوى البنية التحتية أو القدرات القتالية.

وأشار الرقب، إلى أن الموقف الذي أبدته حماس، بقبولها البنود المطروحة في الاتفاق، يأتي في وقت قد يتوقع فيه كثيرون، ومن بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن ترفض الحركة أي تسوية لا تنسجم تماما مع رؤيتها.

وتابع: "ما قامت به حماس هو نقل ذكي للكرة إلى ملعب الحكومة الإسرائيلية، ووضعها في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، فقد باتت إسرائيل، بعد هذا القبول، هي الطرف الذي يتعين عليه تقديم رد واضح، وإلا فإنها ستحمل مسؤولية استمرار العدوان وإجهاض الجهود الدولية لإنهاء الحرب".

وأردف: "من الواضح أن حماس تدرك تماما التغير في توازن القوى على الأرض، بعد أن استنزفت قدراتها العسكرية بفعل الحرب الطويلة والمستمرة، وهذا الواقع الجديد فرض على الحركة ضرورة التفكير بخيارات سياسية أكثر واقعية، لا تعني التنازل عن الثوابت الوطنية، بل إعادة تموضع سياسي وتكتيكي يعزز من فرصها في الحفاظ على ما تبقى من أوراق قوة، ويؤمن للشعب الفلسطيني الحد الأدنى من الأمان والحقوق". 

وأكمل: "ما تفعله حماس اليوم هو ممارسة للمرونة التكتيكية، وهي مرونة مدروسة لا تعني تغيير المبادئ، بل إعادة ترتيب الأولويات بما يخدم المصلحة الوطنية العليا، وهذه الخطوة قد تفتح المجال أمام كسب دعم دولي أوسع، وتظهر الوجه السياسي العقلاني للحركة، في مقابل تعنت إسرائيل ورفضها لأي مبادرة تفضي إلى تهدئة حقيقية".

واختتم: "اللحظة الراهنة تستدعي من جميع الأطراف فلسطينيين وإسرائيليين وداعمين دوليين، إدراك خطورة استمرار الحرب وتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، الحلول الواقعية لم تعد ترفا، بل ضرورة عاجلة لوقف نزيف الدم، وتوفير أرضية لتسوية تضمن الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، وتمنح الشعب الفلسطيني أملا في مستقبل أكثر استقرارا".

جدير بالذكر، أن مرونة حماس تجاه المقترح السياسي ليست علامة ضعف، بل دليل على نضج سياسي في لحظة حرجة، تتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية، وحماس اليوم تحاول أن تلعب هذه الورقة بحذر، واضعة المصلحة الفلسطينية في المقام الأول.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com