يسري جبر يشرح معنى حديث "لا حسد إلا في اثنتين"
klyoum.com
أكّد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلّطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها الناس"، يوجّه الغريزة الإنسانية الكامنة في النفس نحو طريق الخير والطاعة.
وقال الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، إن النفس البشرية مفطورة على النظر لما في أيدي الآخرين، وشرح ذلك بأسلوب واقعي من خلال تجربته الشخصية مع الأطفال، قائلاً: "كنت أوزع الحلوى على الأطفال، فكان كل واحد يأخذ المصاصة لكنه لا ينظر لما في يده، بل ينظر لما في يد زميله".
يسري جبر: 5 أسباب لتحقيق التوفيق في الحياةيسري جبر: النبي أول خلق الله من جهة نوره وروحه وليس جسدهيسري جبر يحذر: هذا مصير من يهمل القرآن بعد تعلمه في حياة البرزخلماذا أُبتلى رغم التزامي ديني؟.. يسري جبر يجيب
وأوضح أن هذه فطرة بشرية تتطور مع العمر، فتتحول من مصاصة إلى زوجة أو سيارة أو بيت أو منصب، وكل ذلك يدل على عدم الرضا، والحسد الحقيقي الذي يتمنى زوال النعمة.
وأشار إلى أن الإسلام لم يُلغِ هذه الطبيعة البشرية، بل روّضها ووجّهها، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا حسد إلا في اثنتين"، أي أنه لا غبطة ولا تنافس محمود إلا في أمرين من أمور الآخرة: إنفاق المال في سبيل الله، أو نشر العلم والحكمة.
وأكد أن هذا النوع من الحسد هو في حقيقته "غِبطة" وليس حسدًا مذمومًا، وهو الذي يُراد به أن يتمنى الإنسان أن يُوفَّق لمثل ما وُفّق له غيره، لا أن تزول النعمة من الغير.
وأضاف الدكتور يسري جبر: "الغرائز التي خلقها الله فينا، كالحرص على المال أو الميل للجنس الآخر، يمكن أن تُستعمل في طاعة الله أو في معصيته"، موضحًا أن الهداية الحقيقية تكمن في توجيه هذه الغرائز إلى الطاعة، لا إلى المعصية.
وتابع: "الحسود لا يرضى إلا بالضرر لغيره، والنبي صلى الله عليه وسلم أعطانا طريق النجاة، فمن أراد أن يُخرج من قلبه هذا الحسد، فليقل: يا رب أعطني كما أعطيت، وبارك له فيما في يده، ولا تجعل في قلبي غلاً لأحد من عبادك".