"دولة التلاوة".. برنامج مصري يحظى بـ"اهتمام واسع" وسط جدل حول "تقديمه بواسطة مذيعة"
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
فايا يونان وعبير نعمة تضيئان مهرجان صدى الأهراماتالقاهرة، مصر (CNN)-- مع انطلاق برنامج "دولة التلاوة" الذي أطلقته وزارة الأوقاف المصرية بالتعاون مع "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، وتقدمه الإعلامية آية عبدالرحمن جذب البرنامج منذ أولى حلقاته اهتمامًا واسعًا، ليس فقط لمتابعي فن التلاوة، بل أيضًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثير جدل حول تقديمه بواسطة مذيعة بدلا من مذيع.
وفي هذا السياق ظهرت دعوات على مواقع التواصل تطالب بأن يكون مقدم البرنامج رجلًا لـ"يتماشى مع الطابع الديني والروحاني للمسابقة"، قوبلت برفض من قبل أصوات أكدت على "كفاءة المذيعة في إدارة البرنامج، مع التأكيد على أهمية توسيع نطاق المسابقة ليشمل النساء والفتيات، لإحياء جزء من التراث المصري وتعزيز القوة الناعمة للدولة المصرية".
ويأتي "دولة التلاوة" كـ"أكبر منصة لاكتشاف المواهب في ترتيل وتجويد القرآن الكريم"، مع جوائز تصل إلى 3.5 مليون جنيه (73.3 ألف دولار)، ويجمع البرنامج بين "الاحترافية الفنية وهيبة التلاوة، ويسعى لإحياء المدرسة المصرية الأصيلة في قراءة القرآن".
إشادات رسمية
من جانبها، دافعت وزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي عن المذيعة، مؤكدة أن الجدل حول المطالبة باستبدالها برجل في تقديم البرنامج "غير منطقي ويتجاهل كفاءتها المهنية، بعدما أثبتت قدرة عالية على تقديم محتوى ديني رصين وإدارة البرنامج باحترافية، بما يتوافق مع الفورمات التنافسي الدقيق للمسابقة ويتطلب تفاعلاً متوازنًا مع لجنة التحكيم والمتسابقين".
وأضافت مرسي أن "وجود امرأة في تقديم برنامج بهذا المستوى يؤكد الدور التاريخي للمرأة المصرية في المجال الديني والإعلامي"، مذكرة بـ"النماذج الرائدة في الإعلام الديني مثل الدكتورة هاجر سعدالدين وكاريمان حمزة، وكذلك الامتداد الأصيل لتاليات القرآن الكريم في بدايات القرن الماضي"، واقترحت "فتح باب المنافسة أمام السيدات والفتيات لإنشاء مسار خاص بهن ضمن فعاليات المسابقة".
وشهد البرنامج مشاركة واسعة تخطت 14 ألف متسابق من مختلف المحافظات، انتهت باختيار 32 موهبة للمنافسة النهائية تحت إشراف لجنة علمية من وزارة الأوقاف، كذلك يضم البرنامج لجنة تحكيم رفيعة من علماء القراءات والمقامات، إلى جانب مشاركة ضيوف شرف من كبار القراء في العالم الإسلامي.
وقال وكيل لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أسامة العبد، إن "برنامج دولة التلاوة يعد واحدًا من أهم ما قدم على شاشة التلفزيون في السنوات الأخيرة، لما أحدثه من عودة حقيقية للناس إلى القرآن الكريم وإحياء فن التلاوة المصرية الأصيلة، حيث أصبح تجمعًا أسريًا داخل البيوت، لما يقدمه من أصوات واعدة وإحياء للقيم الروحية، وتقديم محتوى ديني راقٍ يواجه المحتوى غير الهادف".
وأشار العبد، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى أن "دولة التلاوة يسهم بشكل مباشر في تنمية المواهب القرآنية بين النشء، لأن الطفل حين يشاهد أقرانه يتلون القرآن بإتقان ينجذب تلقائيًا إلى هذا الفن ويقترب من كتاب الله، معربا عن دعمه لفتح مسار مخصص للفتيات داخل المسابقة، كونها شريك أساسي في بناء الأسرة والمجتمع، وأن تلاوة المرأة للقرآن أمر مشروع ما دامت ملتزمة بالضوابط".
وأكد على "احترافية مقدمة البرنامج وكفاءتها العالية في إدارة حلقات البرنامج والتفاعل مع المتسابقين ولجنة التحكيم"، مشيرا إلى "التزامها التام بالضوابط الشرعية والمعايير المهنية"، وداعيا إلى "تجاهل الدعوات المتشددة، نظرًا لأهمية وجود نماذج إعلامية رصينة تلبي حاجة المجتمع للمحتوى الهادف".
"نجاح يعكس الاهتمام"
وحقق البرنامج نجاحًا واسعًا على المنصات الرقمية، حيث اقترب إجمالي المشاهدات من 200 مليون مشاهدة، مع ارتفاع عدد متابعي حسابات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي بمئات الآلاف خلال الأسبوعين الماضيين، ما يعكس "اهتمام الجمهور بالمحتوى الراقي"، وفقا لتصريحات تلفزيونية للدكتور أسامة رسلان المتحدث باسم وزارة الأوقاف.
وقال الشيخ إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر الشريف، إن "البرنامج يمثل خطوة مهمة في إحياء المدرسة المصرية الأصيلة في فن التلاوة واستعادة مكانتها العالمية، حيث عرفت مصر تاريخيًا بقدرتها على تقديم قراء متميزين عبر الكتاتيب وصرادقات التلاوة والمدارس المقامية، الأمر الذي جعل العالم الإسلامي يردد مقولة (القرآن نزل بمكة وقرئ في مصر)"، مشيرًا إلى أن البرنامج "يفتح الباب أمام اكتشاف أصوات جديدة قد تشكل امتدادًا لجيل أعلام التلاوة المصرية".
وأضاف رضا، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن "انطلاق البرنامج يسهم في تحفيز الأطفال والشباب في مختلف المحافظات، ويعيد حضور القرآن الكريم إلى البيوت المصرية باعتباره مصدرًا للسكينة والارتقاء الروحي"، لافتا أن مشاركة الفتيات في مسابقات التلاوة "تتماشى مع التاريخ المصري الذي شهد حضورًا مؤثرًا للشيخات والقارئات".
وأكد أن "القرآن يعزز المساواة بين الرجل والمرأة في الأعمال الصالحة وأن التنافس على إتقان التلاوة يجب أن يكون معيارًا رئيسيًا"، كما شدد على "أهمية دور الإعلامية آية عبدالرحمن في تقديم البرنامج"، معتبرًا أن "أداءها المحترف يضفي هيبة على المحتوى، وأن المطالبات باستبدالها لا تستند إلى أي مبرر مهني أو شرعي".