أخصائية ترميم المخطوطات بالمتحف القومي للحضارة المصرية: رعاية خاصة للقطع الأثرية
klyoum.com
أكدت رحاب جلال عزب، أخصائية ترميم المخطوطات بالمتحف القومي للحضارة المصرية، أن طبيعة المخطوطات تتطلب اهتمامًا خاصًا، نظرًا لحساسيتها الشديدة، موضحة أنها تحتاج إلى رعاية أكبر ومهارة يدوية أعلى مقارنة بباقي المواد الأثرية، رغم تشابه مراحل الترميم بشكل عام.
أوضحت "رحاب"، خلال لقاء خاص ببرنامج “هذا الصباح”، المُذاع عبر شاشة “إكسترا نيوز”، أن الخطوة الأولى في ترميم أي قطعة أثرية هي عملية التوثيق، والتي تشمل تحديد حالة القطعة، المادة المصنوعة منها، أبعادها، والتلف الظاهر عليها، مضيفة: “نضع خطة علاج مبدئية قبل البدء في أي خطوة عملية”، موضحة أن العملية تنتقل بعدها إلى مرحلة التحليل والفحوص المعملية، خاصة في الحالات التي تكون فيها المادة غير معروفة بدقة، أو عند الاشتباه في دخول مواد حديثة عليها.
وتابعت: “نحتاج لتحديد نوع التلف الذي طرأ على القطعة قبل التدخل بأي أدوات أو مواد”، مشيرة إلى أن مرحلة التنظيف تُقسم إلى مراحل، تبدأ بالتنظيف الميكانيكي باستخدام أدوات بسيطة تختلف باختلاف المادة في المخطوطات نستخدم الفُرَش والسباتيلات الخفيفة، أما الأحجار فتتطلب أدوات أقوى لصعوبة التنظيف.
وشددت على أنه في حال عدم كفاية التنظيف الميكانيكي، يتم اللجوء إلى التنظيف الكيميائي باستخدام مذيبات بسيطة، مؤكدة أن المتحف يعتمد حاليًا على مبدأ "الترميم الأخضر"، الذي يقوم على استخدام مواد آمنة على البيئة ولا تُسبب ضررًا للقطعة الأثرية أو المرمم مستقبلاً.
تحدثت أخصائية الترميم عن مرحلة التقوية والتدعيم، موضحة أنه في حالة المخطوطات – خصوصًا البردي – يتم استخدام الورق الياباني المصنوع من السليلوز بنسبة 100%، لأنه خالٍ من الأحماض، وآمن تمامًا على الوثائق الورقية، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على النص المكتوب، وأنه بعد التدعيم يتم استكمال الأجزاء الناقصة إن وُجدت، ثم جمع الملازم وإعادة تجليد المخطوط في حال كان كتابًا.