وسط انتقادات دولية.. إسرائيل تعترض نصف أسطول المساعدات المتجه إلى غزة
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
نجع أبو شجرة.. ذاكرة المكان وعبق الزمن الجميلاعترضت قوات البحرية التابعة لسلطات الاحتلال "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة، وهو أسطول يضم نحو 50 سفينة ومئات النشطاء، من بينهم الناشطة المناخية الشهيرة جريتا تونبرج، في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع الفلسطيني منذ عام 2007.
وقد تم اقتياد الناشطين إلى ميناء إسرائيلي لبدء إجراءات ترحيلهم، فيما لا يزال مصير بعض السفن غير واضح، حيث أشار المتتبعون إلى أن سفينة واحدة على الأقل، وهي "ميكينو"، شوهدت تبحر بالقرب من ساحل غزة صباح الخميس، لكن لم يتضح ما إذا كانت قد أوقفت أيضًا من قبل القوات الإسرائيلية، وفقًا لشبكة "إن بي سي" الإخبارية.
انتقادات دولية وإدانات للتصعيد
أثار اعتراض الأسطول ردود فعل حادة، حيث وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية في منشور على منصة "إكس" (X) بـ "الاستفزاز الخطير" الذي يهدف إلى "تأجيج التوترات وتقويض الجهود الدبلوماسية المستمرة".
وفي المقابل، حظي الأسطول بدعم مظاهرات واسعة في الشوارع الأوروبية، بينما واجه انتقادات حادة من قادة أوروبيين.
إيطاليا تحذر من نسف مساعي السلام:
حذرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بشدة من أن الأسطول يهدف إلى زعزعة استقرار خطة السلام التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من الأسبوع.
وصرحت ميلوني على منصة "إكس" بأن الإصرار على محاولة خرق الحصار البحري يعني أن النشطاء، "سواء عن علم أو غير علم، يصبحون أدوات لمن يريدون نسف كل احتمالات وقف إطلاق النار... وفروا علينا درس الأخلاق حول السلام إذا كان هدفكم هو التصعيد"، وذلك وفقًا لـ فوكس نيوز
وزعمت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة أن الغرض الوحيد للأسطول هو "الاستفزاز" وليس العمل الإنساني، وقام مسؤولون إسرائيليون بتقديم وثائق تربط منظمي الأسطول بـ "حماس" عبر "المؤتمر الفلسطيني للفلسطينيين في الخارج"، وتُتهم بالعمل كذراع خارجي لحماس.
وتزعم تل أبيب أن مجموعة الدعم الإسبانية للأسطول مرتبطة بناشط في حماس يدير شركة واجهة تتحكم في العديد من السفن، حسب فوكس نيوز.
تكتيكات اعتراض الأسطول والبعد القانوني
أشار النشطاء إلى أن الأسطول تعرض لعدة حوادث، بما في ذلك انفجارات ومضايقات بطائرات بدون طيار وتشويش على الاتصالات، وهو ما وصفوه بمحاولات متعمدة لإعاقة حركتهم. وقبل الصعود على متن السفن، قال مكتب الأسطول الإعلامي إن السفن البحرية الإسرائيلية "ألحقت أضرارًا متعمدة باتصالات السفن" في محاولة لحجب إشارات الاستغاثة ووقف البث المباشر لعملية الاعتراض.
اعتراض غير قانوني:
أكدت ميريام عازم، منسقة المناصرة الدولية في "عدالة" (المركز الحقوقي الذي يمثل الأسطول)، أن هذا الاعتراض، بغض النظر عن طريقة تنفيذه، غير قانوني ويمثل "عملية اختطاف من أعالي البحار"، حيث لا تتمتع إسرائيل بولاية قضائية في المياه الدولية.
وتذكر إن بي سي أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار تنص على أن للدولة سلطة قضائية فقط حتى مسافة 12 ميلًا بحريًا من شواطئها، مع استثناء لحالة النزاع المسلح.
استخدام القوة:
أظهرت مقاطع فيديو منسوبة للأسطول إحدى سفنه وهي تُرش بـ "مدافع المياه"، بينما ذكر منشور آخر أن سفينة أخرى "تعرضت لعملية صدم متعمدة في البحر". وذكر غريغ ستوكر، وهو جندي أمريكي سابق على متن إحدى السفن، أن حوالي 12 سفينة حربية إسرائيلية مزودة بأجهزة إرسال واستقبال متوقفة اقتربت منهم على بعد حوالي 70 إلى 80 ميلًا بحريًا من ساحل غزة.
سياق التوتر: خطة ترامب واستمرار القتال في غزة
تأتي عملية الاعتراض في وقت بالغ الحساسية، حيث تتصاعد الإدانة العالمية للاعتداء الإسرائيلي المستمر على غزة، بالتزامن مع انتظار رد "حماس" على خطة السلام المكونة من 20 نقطة التي كشف عنها ترامب.
وأكدت إسرائيل أن قواتها أكملت السيطرة على ممر نتساريم وقطعت القطاع "إلى قسمين من الشمال إلى الجنوب". وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس على أن هذه كانت "الفرصة الأخيرة" للفلسطينيين في مدينة غزة للانتقال جنوبًا، وأن من يتبقى سيُعتبر "إرهابيًا ومؤيدًا للإرهاب" مع استمرار الهجوم "بكامل القوة".
وبالنسبة لإسرائيل، فإن التحدي هو منع النشطاء من الوصول إلى غزة مع تجنب وقوع حادث دولي يمكن أن يخدم مصالح حماس، خاصة وأن المواجهة البحرية تهدد بتحويل تركيز الأخبار بعيدًا عن الدبلوماسية وعودة إلى الصراع، كما أشارت فوكس نيوز.
وكشفت الأرقام أن الصراع المستمر منذ عامين أسفر عن استشهاد أكثر من 66،000 شخص نتيجة العمليات العسكرية الانتقامية الإسرائيلية في غزة، بما في ذلك آلاف الأطفال، بينما تحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.
كما تتزايد الوفيات الناجمة عن الجوع، مما يزيد من الضغوط الإنسانية والسياسية المرتبطة بمحاولات كسر الحصار.