هدنة لمدة 60 يومًا الأبرز.. تفاصيل مقترح جديد بشأن وقف إطلاق النار في غزة
klyoum.com
بدأت جولة جديدة من المفاوضات في قطر أمس السبت، 17 مايو 2025، بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق أطلق عليها اسم "عربات جدعون".
وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، أكد مسؤولون إسرائيليون وحماس أن المحادثات تجري بدون شروط مسبقة، حيث أمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فريق التفاوض الإسرائيلي بالبقاء في الدوحة لاستكمال المناقشات.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تعكس تفاؤلًا حذرًا بإمكانية تحقيق تقدم، خاصة بعد أن دفع التصعيد العسكري الأخير حماس إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، وفقًا لوزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
وتشير التقارير إلى أن الاقتراح الأمريكي الإسرائيلي يتضمن هدنة مؤقتة لمدة شهر ونصف إلى شهرين، مع إطلاق سراح 10 رهائن أحياء مقابل إطلاق إسرائيل لنحو 200-250 سجينًا فلسطينيًا.
تتضمن المحادثات، التي تُجرى بوساطة قطرية وأمريكية، مقترحًا قدمته حماس لإطلاق سراح تسعة رهائن مقابل هدنة لمدة 60 يومًا، إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، والسماح بدخول 400 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة، إلى جانب إجلاء المرضى لتلقي العلاج.
ووفقًا لشبكة بي بي سي، أكد مسؤول فلسطيني أن إسرائيل طالبت بتقديم دليل على حياة الرهائن المتبقين ومعلومات تفصيلية عنهم كجزء من الاتفاق. ومع ذلك، لم تعلن إسرائيل موقفًا رسميًا من هذا المقترح، لكنها أكدت قبل بدء المحادثات أنها لن تنسحب من غزة أو تلتزم بإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما يشكل عقبة رئيسية أمام الاتفاق. وتطالب حماس بضمانات دولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة، لضمان عدم استئناف إسرائيل للحرب بعد إطلاق سراح جميع الرهائن، وهي نقطة لا تزال محل نزاع بين الطرفين.
تأتي هذه المفاوضات في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق من جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أعلن يوم الجمعة، بدء عملية "عربات جدعون" التي تهدف إلى "السيطرة على مناطق استراتيجية" في غزة، ومنع حماس من السيطرة على المساعدات الإنسانية، ونقل الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه. وقد أدت الضربات الإسرائيلية المكثفة منذ الخميس إلى مقتل أكثر من 300 فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، التي أفادت بأن إجمالي القتلى منذ أكتوبر 2023 تجاوز 53،000.
وتشمل الضربات مناطق مثل دير البلح في وسط القطاع، ومخيم جباليا وبيت لاهيا في الشمال، وخان يونس في الجنوب، مما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين. وأثارت هذه العملية إدانات دولية، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورؤساء وزراء إسبانيا وإيطاليا وألمانيا إلى وقف إطلاق نار دائم، محذرين من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
تعكس هذه التطورات تعقيدات الوضع في غزة، حيث لا تزال حماس تحتفظ بـ 58 رهينة، بينهم 57 تم اختطافهم خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، وتشمل الأعداد جثث 35 رهينة أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتلهم.
وفي الوقت نفسه، تواجه إسرائيل ضغوطًا داخلية من عائلات الرهائن للتوصل إلى اتفاق، بينما تستمر في سياستها العسكرية للقضاء على حماس.
وتشير التقارير إلى أن الوساطة الأمريكية، بقيادة المبعوث ستيف ويتكوف، تلعب دورًا حاسمًا في دفع المفاوضات، حيث اقترح ويتكوف في مارس هدنة مؤقتة لمدة 40 يومًا مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء. ومع ذلك، فإن إصرار حماس على إنهاء الحرب بشكل دائم، مقابل تمسك إسرائيل بهدنة مؤقتة فقط، يبقي الاتفاق بعيد المنال، وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد العسكري إلى إغلاق نافذة المفاوضات تمامًا.