تغير المناخ قد يوقظه.. تحذيرات من خطورة "العملاق النائم": سيقتل آلاف الأمريكيين
klyoum.com
حذر تقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل" من كارثة محتملة تهدد ملايين الأمريكيين، حيث أشار علماء إلى أن فيضانات انفجار البحيرات الجليدية، المعروفة باسم "جلوفس"، قد تُطلق طاقة مدمرة تُعادل قوة تسعين قنبلة نووية من أقوى الأسلحة في التاريخ. تتزايد هذه الفيضانات بسبب تغير المناخ، الذي يؤدي إلى ذوبان الأنهار الجليدية وتكوّن بحيرات جديدة غير مستقرة، مما يشكل خطرًا متزايدًا على ولايات مثل ألاسكا وواشنطن ووايومنغ.
ويأتي هذا التحذير وسط صيف شهد فيضانات مدمرة في نيويورك وتكساس، مما يبرز القوة التدميرية للمياه خلال الظواهر الجوية المتطرفة. وتشير الأبحاث إلى أن هذه الفيضانات، التي كانت نادرة في الماضي، أصبحت أكثر تواترًا وشدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد، مما يهدد المجتمعات المحلية في المناطق القريبة من الأنهار الجليدية.
ويُعد هذا التهديد، الذي يُطلق عليه "العملاق النائم" بسبب قوته الكامنة، تحذيرًا صارخًا من تداعيات تغير المناخ على الظواهر الجيولوجية، مع احتمال تكرار كارثة شبيهة بفيضانات ميسولا التي ضربت الشمال الغربي الأمريكي قبل خمسة عشر ألف سنة.
تعود جذور هذا الخطر إلى نهاية العصر الجليدي الأخير، عندما تسببت فيضانات ميسولا في إعادة تشكيل المناظر الطبيعية للشمال الغربي الأمريكي. حدثت هذه الفيضانات عندما انفجرت بحيرات جليدية هائلة بعد أن تضخمت بفعل ذوبان الجليد، مما أدى إلى انهيار السدود الجليدية وإطلاق جدران مائية يصل ارتفاعها إلى ستين قدمًا. كل فيضان من هذه الأحداث، التي بلغ عددها أربعمائة، أطلق طاقة تعادل أربعة آلاف وخمسمائة ميغاطن من مادة "تي إن تي"، أي ما يقرب من مائة ضعف قوة أكبر سلاح نووي في التاريخ، قنبلة "تسار بومبا" السوفيتية.
هذه السيول تحركت بسرعة خمسة وستين ميلًا في الساعة، حاملةً صخورًا بحجم السيارات، ومُشكلةً أخاديد ووديانًا لا تزال مرئية حتى اليوم. في الوقت الحاضر، تُظهر الأحداث الحديثة، مثل فيضان ولاية سيكيم الهندية في عام 2023، الذي أودى بحياة العشرات وشرّد المئات، الطابع المدمر لهذه الفيضانات. وفي الولايات المتحدة، تُعد بحيرة "سوسايد بيسين" في ألاسكا مثالًا بارزًا، حيث انفجرت مرتين متتاليتين خلال عامين، مطلقةً أربعة عشر مليارًا وستمائة مليون غالون من المياه، أي ما يعادل اثنين وعشرين ألف حوض سباحة أولمبي، مما حول شوارع مدينة جونو إلى أنهار وأجبر السكان على الفرار.
ويزداد القلق في الولايات المتحدة مع تراجع الأنهار الجليدية، حيث أظهرت دراسة حديثة أن مائة وستة من مائة وعشرين بحيرة محصورة بالجليد في ألاسكا قد تسربت مرة واحدة على الأقل منذ عام 1985. وفي ولاية واشنطن، التي شهدت فيضانات ميسولا التاريخية، تتراجع جميع الأنهار الجليدية السبعة والأربعين المراقبة، مما يؤدي إلى تكوّن بحيرات جديدة في تضاريس غير مستقرة. في عام 1947، تسبب فيضان جليدي من نهر كاوتز الجليدي في تدفق عنيف لما يقرب من مليار وأربعمائة مليون طن من الطين والحطام، مما شكّل واديًا بعمق ثلاثمائة قدم.
وفي وايومنج، شهدت جبال ويند ريفر وأبساروكا عدة فيضانات جليدية، بما في ذلك انفجار بحيرة غراسهوبر عام 2003، الذي أطلق ثلاثة ملايين ومئتي ألف متر مكعب من المياه، مما ألحق أضرارًا بالبنية التحتية. وتشير بيانات ناسا إلى وقوع ثلاثة عشر فيضانًا جليديًا بين عامي 1994 و2007، مع خمسة عشر انفجارًا حول نهر ماموث الجليدي وحده، مما يجعلها أعلى تركيز لمثل هذه الأحداث في جبال روكي منذ العصر الجليدي.
وتدعو التقارير العلمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا الخطر المتزايد، حيث يعيش أكثر من خمسة عشر مليون شخص حول العالم في مناطق معرضة لفيضانات الانهيار الجليدي، وفقًا لتقرير صادر عن جامعة الأمم المتحدة عام 2023.
في الولايات المتحدة، يطالب الخبراء بتكثيف جهود رسم خرائط المناطق المعرضة للخطر، والاستثمار في تقنيات الإنذار المبكر مثل أجهزة الاستشعار الزلزالية ومحطات الطقس في الوقت الحقيقي، وتعليم المجتمعات المحلية لزيادة الاستعداد.
ويحذر العلماء من أن تراجع الأنهار الجليدية بفعل تغير المناخ يعرّض تضاريس جديدة لتكوّن بحيرات غير مستقرة، والتي قد تنفجر فجأة عندما يصل الضغط إلى نقطة الانهيار. ومع استمرار ذوبان الجليد، تزداد احتمالات وقوع كارثة، مما يجعل من الضروري تعزيز السياسات البيئية والتخطيط للطوارئ لتجنب الخسائر البشرية والاقتصادية الهائلة التي قد تنجم عن هذه الفيضانات الكارثية.