وصية أب وموقف إنساني.. حكاية صيدلي خصص ربحه لعلاج المحتاجين في كفر الشيخ - صور

كفر الشيخ - إسلام عمار:

شاب في العقد الثالث من العمر، اعتاد على فعل خير من خلال عمله كصيدلي، بتخصيص جزء من ربحه في الصيدلية التي يديرها لصالح المواطنين الذين يحتاجون العلاج، ويعجزون عن تسديد ثمنه بناء على وصية والده، ووفق ذلك تكررت مواقفه الإنسانية.

في يوم الخميس الماضي، ومع حلول الساعة التاسعة مساء كان الصيدلي أحمد جمال الدين، في منتصف العقد الثالث من العمر، من أبناء مدينة دسوق في كفر الشيخ، حضرت إليه سيدة تبدو في منتصف العقد الخامس، يظهر على وجهها علامات التعب أخرجت ورقة من بين طيات ملابسها تبين أنها 'روشتة' طبيب مدون بها صرف علاج لأمراض تعاني منها 'قلب وضغط'.

طلبت منه السيدة المسنة صرف روشتة خاصة بها وعند الانتهاء من تجهيزه الأدوية طلب منها تسديد قيمة الأدوية 'خدي يا حاجة..عايزين 328 جنيه ومظبطلك الدنيا'، سمعت السيدة تلك الكلمة وظلت تبحث في حافظة النقود فاكتشفت عجزًا في مبلغ قيمة الأدوية، ومنعًا لإحراجها طلبت منه حفظ الأدوية لحين عودتها مرة أخرى 'معلش يا دكتور ممكن تشيله على جنب باسمي لحد بكرة بس'.

'خدي العلاج يا حاجة وتوكلي على الله مش عايز منك فلوس أنا زي ابنك'، هكذا كان رد الصيدلي أحمد جمال الدين عامر على تلك السيدة مانحًا إياها العلاج دون أن يحصل على أي مقابل منها، بعدما لمس منها احتياجها للمال، وعدم توافره معها لتسدد قيمة العلاج.

أكد الصيدلي لـ'مصراوي'، أنه شعر وقتذاك بأن تلك السيدة في كرب، وخلال مناقشتها أبلغته بأن آخر مبلغ موجود في حافظتها لا يتعدى 170 جنيهًا متبقي من استحقاقها معاش برنامج تكافل وكرامة، وعرض عليها مرورها عليه كلما احتاجت للعلاج، وليس في استطاعتها تسديد ثمنه.

وأوضح أن والده الذي كان يعمل صيدليًا قبل وفاته أوصاه، وشقيقه عمرو الذي يعمل صيدليًا هو الآخر على فعل الخير مع المواطنين المحتاجين للعلاج بتخصيص جزء من أرباحهما للعلاج المواطنين المحتاجين، والأمر ذاته للأم التي تعمل صيدلانية حثته بالسير على نهج الأب.

وقال:'الحمد لله عمري ما فكرت ان الدواء الذي أمنحه لمن يحتاجه ابتغاء لوجه الله أنه بيخسرني بالعكس أنا دلوقتي بأخصص جزء من ربحي لهؤلاء المواطنين الأكثر احتياجًا لأنهم لهم حق علينا طالما معانا ونستطيع نسد احتياجاتهم يبقى ليه نبخل عليهم..عمري ماحسيت أن مكسبي بيقل لكن أشعر حقيقي أن ربنا يعوضني بالأحسن وده اللي بيشجعني كل ما ربحي يزيد برفع نسبة سد احتياجات هؤلاء الناس من مكسبي'.