اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل بوساطة إقليمية ودعم أمريكي

أعلن جيف فليك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، أمس الجمعة، عن توصل إسرائيل وسوريا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، جاء ثمرة جهود دبلوماسية قادتها تركيا والأردن بدعم أمريكي، بعد أيام من تصاعد المواجهات والغارات الإسرائيلية على مواقع سورية، خاصة في الجنوب والعاصمة دمشق.

ويأتي هذا الاتفاق في أعقاب ضربات جوية نفذتها إسرائيل، استهدفت مواقع للقوات الحكومية السورية تحت ذريعة 'حماية الأقلية الدرزية'، بعدما اتهمت تل أبيب دمشق بمحاولة التمدد داخل مناطق ذات أغلبية درزية جنوب البلاد. وطلبت إسرائيل علنًا من الجيش السوري الانسحاب من تلك المناطق، في خطوة اعتبرتها دمشق 'انتهاكًا لسيادتها'.

وفي منشور على منصة 'إكس'، دعا السفير الأمريكي جميع المكونات السورية، بمن فيهم الدروز والبدو والسنة، إلى إلقاء السلاح والانخراط في بناء ما وصفه بـ'هوية سورية جديدة وموحّدة'، مشددًا على ضرورة إشراك الأقليات كافة في مستقبل البلاد السياسي.

وتعكس تصريحات فليك توجّهًا أمريكيًا متجددًا نحو إعادة تشكيل المشهد السوري من بوابة التهدئة، وذلك بالتوازي مع تصعيد إسرائيل الأخير الذي قالت إنه يستهدف 'الردع وحماية المجتمعات الدرزية داخل سوريا'.

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي هكان فيدان أن بلاده تلعب دورًا محوريًا في ضمان استقرار المنطقة، مشيرًا إلى استمرار التنسيق مع إسرائيل عبر القنوات الاستخباراتية. وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة 'رويترز' أن تركيا حريصة على أن 'لا تؤدي أي عمليات عسكرية إلى تصعيد غير محسوب في جنوب سوريا'، مؤكدًا أن أنقرة تواصل مراقبة الوضع عن كثب.

وبحسب تقارير إعلامية، فقد شارك الأردن أيضًا في تسهيل التفاهمات بين الطرفين، خاصة في ما يتعلق بترسيم خطوط التماس جنوب سوريا ومنع تدهور الأوضاع قرب حدوده الشمالية.

وكانت الأيام الماضية قد شهدت تصعيدًا لافتًا من جانب إسرائيل، التي شنت غارات جوية على منشآت عسكرية في دمشق ومحيط السويداء، وذلك في ظل اشتباكات متزايدة بين مكونات محلية من الدروز والبدو في الجنوب، ما أثار مخاوف من انزلاق الوضع إلى صراع أهلي جديد. وقالت تل أبيب إنها تتحرك لحماية الأقلية الدرزية داخل سوريا، لا سيما بعد 'دعوات تحريضية' من مسؤولين إسرائيليين بشأن الوضع في جبل العرب.