اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في خطوة تعكس تكثيف التحركات الأمريكية في ملفات الشرق الأوسط، وصل جاريد كوشنر، المبعوث الرئاسي وصهر الرئيس دونالد ترامب، إلى إسرائيل، حيث أجرى اجتماعًا مطولًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وناقش الطرفان المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت دخلت فيه الهدنة مرحلة حرجة بعد أن نجحت في وقف القتال الذي اندلع عقب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة 'حماس' على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وبحسب صحيفة 'آذر نيوز'، ناقش كوشنر ونتنياهو تفاصيل المرحلة الثانية من الهدنة، مؤكدًا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب التهدئة الموازية في جنوب لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو تعهد بالالتزام بالهدنة، لكنه شدد على أن إسرائيل سترد 'بقبضة من حديد' على أي خرق محتمل.
وأضافت 'آذر نيوز' أن واشنطن كثّفت جهودها الدبلوماسية للحفاظ على التهدئة الهشة، وبدأت فعليًا في التحضير للمرحلة التالية التي تشمل ترتيبات أمنية دولية وإعادة هيكلة المشهد الإنساني في القطاع.
وقاد كوشنر بنفسه جهود الوساطة التي أفضت إلى التهدئة، وصاغ بنود المرحلة الأولى التي شهدت تبادلًا للأسرى والرهائن بين الطرفين.
سلّمت 'حماس' ٢٠ رهينة على قيد الحياة، ونقلت رفات ٢٤ آخرين، بينما لا تزال تحتفظ برفات أربعة محتجزين. هذه الخطوات، رغم محدوديتها، عكست رغبة الأطراف في اختبار جدية الالتزام بالحل السياسي، ومهّدت الطريق أمام ترتيبات أمنية وإنسانية أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة.
من جهتها، أكدت صحيفة 'يني شفق' التركية أن اللقاء جرى في أجواء مغلقة، ولم يصدر عنه بيان رسمي، لكن مصادر مطلعة كشفت أن جدول الأعمال شمل مناقشة الضمانات الأمريكية لوقف استهداف عناصر 'حماس' العالقين في المناطق الفاصلة، وتوفير ممرات آمنة لهم. وأثارت هذه النقطة جدلًا داخل الأوساط الإسرائيلية.
وشدّد نتنياهو خلال اللقاء على أن إسرائيل ستواصل مراقبة الحدود، وسترد على أي خرق محتمل، ما يعكس توجهًا مزدوجًا: الالتزام بالاتفاق من جهة، والاحتفاظ بخيار الرد العسكري من جهة أخرى، وهو ما يضع الاتفاق في حالة من التوازن الحرج بين التهدئة والتصعيد.
ولم تتوقف التحركات الأمريكية عند حدود غزة، بل امتدت إلى السياق الإقليمي الأوسع، ما كشف عن رغبة واشنطن في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي عبر أدوات دبلوماسية وأمنية متعددة.
وبرزت زيارة كوشنر كجزء من استراتيجية أمريكية تهدف إلى إعادة الإمساك بخيوط الملف الفلسطيني، في وقت تراجعت فيه ثقة الحلفاء الإقليميين بواشنطن.
وتابعت الصحافة الدولية اللقاء باهتمام بالغ. وصفت صحيفة 'نيويورك تايمز' المحادثات بأنها جزء من جهود أمريكية لتثبيت وقف إطلاق النار وتحويله إلى اتفاق طويل الأمد، بينما اعتبرت 'الجارديان' البريطانية أن اللقاء يعكس محاولة أمريكية لإعادة ضبط التوازنات في المنطقة، في ظل تصاعد التحديات الأمنية والسياسية.
ويمثّل لقاء كوشنر ونتنياهو محطة مفصلية في مسار التهدئة، ويعكس رغبة أمريكية واضحة في تحويل وقف إطلاق النار إلى اتفاق دائم، رغم التحديات الميدانية والسياسية. وبينما يترقب العالم نتائج هذه التحركات، فهل تنجح واشنطن في فرض تسوية شاملة؟


































