اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
في ظل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وتزايد المخاوف من توسع رقعة النزاع، تكشف تقارير غربية أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يرفع مستوى استعداده لمواجهة محتملة مع موسكو، في وقت يشهد فيه الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا تقليصًا ملحوظًا.
فقد أوضحت وكالة بلومبرج أن عدد الجنود الأمريكيين في رومانيا انخفض من نحو ١٧٠٠ إلى حوالي ١٠٠٠، مع خطط لتقليص مماثل في بلغاريا وسلوفاكيا والمجر، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بين الحلفاء الذين يرون أن هذه الخطوة تأتي في لحظة حرجة من عمر الصراع، وفقا لبلومبرج.
قلق الحلفاء الأوروبيين
وفقًا لتقرير نشرته سي بي إس نيوز، فإن قرار الإدارة الأمريكية بتقليص قواتها في أوروبا أثار انتقادات داخلية وخارجية، إذ انسحب نحو ٧٠٠ جندي أمريكي من مواقع في ألمانيا ورومانيا وبولندا دون استبدالهم بقوات جديدة.
هذا الانسحاب اعتُبر إشارة مقلقة في وقت تحتاج فيه أوروبا إلى تعزيز الردع العسكري أمام روسيا، خاصة أن دول البلطيق وبولندا ترى نفسها في خط المواجهة الأول لأي تحرك روسي محتمل.
تدريبات عسكرية مكثفة
في المقابل، يسعى الناتو إلى طمأنة أعضائه عبر تكثيف التدريبات العسكرية المشتركة. فقد ذكرت بلومبرج أن مناورات واسعة جرت في إستونيا بمشاركة نحو ١٦ ألف جندي من عدة دول، بينها بريطانيا التي أرسلت أكبر قوة لها خارج حدودها منذ سنوات.
هذه التدريبات تهدف إلى اختبار سرعة الانتشار والجاهزية القتالية، وإرسال رسالة واضحة بأن الحلف مستعد للرد على أي تهديد روسي مباشر أو غير مباشر، كما ذكرت شبكة سي إن بي سي نيوز.
لكن التطورات لم تتوقف عند حدود المناورات، إذ كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن الناتو يدرس خيارًا غير مسبوق يتمثل في تبني رد أكثر هجومية على الهجمات السيبرانية وأعمال التخريب وانتهاكات المجال الجوي التي تُنسب إلى روسيا.
ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة العسكرية في الناتو، الأدميرال جوزيبي كافو دراغوني، قوله إن الحلف يفكر في أن يكون أكثر 'استباقية' بدلًا من الاكتفاء بردود فعل متأخرة، معتبرًا أن الضربة الاستباقية قد تُصنّف كإجراء دفاعي في مواجهة 'الحرب الهجينة' التي تشنها موسكو.
وفقًا لـ فايننشال تايمز أيضًا، فإن بعض الدبلوماسيين، خصوصًا من دول أوروبا الشرقية، يطالبون الناتو بالتوقف عن مجرد رد الفعل والانتقال إلى الهجوم المضاد، خاصة في مجال الهجمات السيبرانية حيث تمتلك العديد من الدول قدرات هجومية متقدمة.
أما في حالات التخريب المادي أو توغلات الطائرات المسيّرة، فإن الرد سيكون أكثر تعقيدًا.
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك شدد على أن 'التضامن لا المصالح الأنانية' يجب أن يكون أساس عمل الحلف، في إشارة إلى ضرورة مواجهة روسيا بشكل جماعي.
هذه التطورات تكشف عن مفارقة استراتيجية: من جهة، الولايات المتحدة تقلّص وجودها العسكري المباشر في أوروبا، ومن جهة أخرى، الناتو يرفع مستوى الاستعدادات ويبحث خيارات أكثر جرأة، بما في ذلك الضربة الاستباقية ضد روسيا.
وفقًا لتقارير بلومبرج وفايننشال تايمز، فإن هذا التباين يثير تساؤلات حول مستقبل التوازن داخل الحلف، ومدى قدرة أوروبا على الاعتماد على نفسها في حال تراجع الدعم الأمريكي. مراقبون يرون أن هذه التطورات قد تدفع دولًا مثل ألمانيا وفرنسا إلى زيادة إنفاقها الدفاعي وتعزيز قدراتها الذاتية لمواجهة التحديات الأمنية.


































