×



klyoum.com
djibouti
جيبوتي  ٢٩ أذار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
djibouti
جيبوتي  ٢٩ أذار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار جيبوتي

»سياسة» اندبندنت عربية»

هل تقترب الحقبة الأميركية من نهايتها أم تستمر لعقود أخرى؟

اندبندنت عربية
times

نشر بتاريخ:  الجمعه ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - ١٧:٠٠

هل تقترب الحقبة الأميركية من نهايتها أم تستمر لعقود أخرى؟

هل تقترب الحقبة الأميركية من نهايتها أم تستمر لعقود أخرى؟

اخبار جيبوتي

موقع كل يوم -

اندبندنت عربية


نشر بتاريخ:  ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٢ 

تستند قوة الولايات المتحدة إلى موقعها ومهاجريها وتحالفاتها العالمية

على مدى قرن كامل، عاش الناس في جميع أنحاء العالم ما يسمى بـ'الحقبة الأميركية' وهي تلك الفترة التي هيمنت عليها قوة الولايات المتحدة وثروتها ومؤسساتها وأفكارها وتحالفاتها، لكن الكثيرين يعتقدون الآن أن هذه الحقبة الطويلة تقترب من نهايتها، ويصرون على أن العالم الذي تقوده واشنطن يفسح المجال لشيء جديد، وهو نظام ما بعد أميركا بل ما بعد الغرب وما بعد النظام الليبرالي في ظل منافسة القوى العظمى والصعود الاقتصادي والجيوسياسي للصين، وبينما يستقبل البعض هذا الاحتمال بفرح والبعض الآخر بحزن، لكن القصة تبقى هي نفسها، فهل صحيح أن الولايات المتحدة تفقد ببطء موقعها القيادي العالمي، أم أنها يمكن أن تحافظ على مكانتها لمزيد من العقود؟

تحديات الهيمنة

في أغسطس (آب) من العام الماضي، كانت الصور المروعة للأفغان اليائسين الذين يحاولون الخروج من كابول بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب، تشير إلى منعطف كبير في تاريخ العالم، وهو أن أميركا ابتعدت عن العالم، وأن نهاية الحقبة الأميركية المهيمنة على العالم تقترب بسرعة على رغم توقع استمرار الولايات المتحدة كقوة عظمى لسنوات أخرى مقبلة، على حد وصف المفكر الأميركي فرانسيس فوكوياما، الأستاذ في جامعة ستانفورد، والذي اعتبر أن الهيمنة الأميركية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية على شؤون العالم بعد سقوط جدار برلين عام 1989 بلغت ذروتها مع غزو العراق عام 2003 ورغبة واشنطن في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بأكمله، لكنها بالغت في تقدير فعالية قوتها العسكرية وانتهى الأمر بأزمة مالية زادت من التفاوتات التي أحدثتها العولمة بقيادة الولايات المتحدة.

ومنذ ذلك الحين، عاد العالم إلى حالة أقرب من التعددية القطبية، مع اكتساب الصين وروسيا والهند وأوروبا ومراكز أخرى جزءاً من القوة إلى جانب القوة الأميركية، لكن أميركا التي نجت من هزيمة مذلة سابقة عندما انسحبت من فيتنام عام 1975، واستعادت هيمنتها في غضون ما يزيد قليلاً على عقد من الزمان، أثبتت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا ومواقفها الصارمة حيال الصين مكانة أميركا العالمية من خلال قيادتها للتحالف الغربي في أوروبا وشرق آسيا، ومع ذلك لا تزال الولايات المتحدة تواجه تحديات داخلية وخارجية، ففي الداخل يتواصل الانقسام السياسي والثقافي بين الليبراليين والمحافظين، وقوضت الشعبوية، الإحساس الوطني بالأمة الأميركية الذي كان يدعم في السابق القيادة العالمية للولايات المتحدة، وتزايدت الشكوك بين الأميركيين المنقسمين، في أن أفضل أيام البلاد قد ولت.

الشرق ضد الغرب

وفي الخارج، ينافس الشرق الآن الغرب في القوة الاقتصادية والثقل الجيوسياسي، وتنمو بلدان الجنوب العالمي بسرعة وتضطلع بدور أكبر على المسرح الدولي، بينما فقدت الولايات المتحدة بريقها، وتكافح المجتمعات الليبرالية في كل مكان، وتسارع الصين وروسيا إلى تحدي الهيمنة الأميركية والليبرالية والديمقراطية بقوة، بعد أن أصدر الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير (شباط) الماضي، إعلان مبادئ مشترك ينذر بحقبة جديدة لا تقود فيها الولايات المتحدة العالم.

وتزامن ذلك مع توقعات عدد كبير من المنظّرين السياسيين بمزيد من التراجع الأميركي، ورؤيتهم إلى الولايات المتحدة ونظامها الليبرالي على أنه مجرد إمبراطورية أخرى في طريقها إلى الزوال استناداً إلى عجلة التاريخ التي تقول إن الإمبراطوريات تأتي وتذهب، تزدهر وتذبل، وأنه قد حان الوقت للولايات المتحدة لتتلاشى بعدما وصلت إلى مرحلة الشيخوخة.

لكن على رغم أن لا أحد يعرف المستقبل وأن النظام العالمي المقبل سيتشكل من خلال قوى سياسية معقدة ومتغيرة يصعب فهمها، إلا أن هذا الخطاب الصارخ حول انحدار الولايات المتحدة، يتجاهل التأثيرات والظروف التاريخية العالمية التي ستستمر في جعل أميركا هي القوة المهيمنة والمنظمة للسياسات العالمية في القرن الحادي والعشرين.

 القوة الأميركية قائمة

وفقاً لغيلفورد جون إيكينبيري، أستاذ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية في جامعة برينستون الأميركية، 'لا تزال مصادر وسمات قدرات القوة والتأثير الأميركي في العالم قائمة، بل إنها ظهرت بوضوح مع صعود التوجه الصيني - الروسي المعادي لليبرالية. والدور الأميركي في العالم لا يعتمد على القوة العسكرية الغاشمة فحسب، بل أيضاً على الأفكار والمؤسسات والقيم المنسوجة بشكل معقد في نسيج الحداثة، حيث ينبغي النظر إلى النظام العالمي الذي بنته الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ليس على أنه إمبراطورية بل كنظام عالمي، وتشكيل سياسي مترامي الأطراف ومتعدد الأوجه، يخلق فرصاً للناس في جميع أنحاء كوكب الأرض'.

وبالنسبة لإيكينبيري، فقد 'دخل هذا النظام العالمي حيّز التنفيذ مع رد الفعل العالمي على الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، وظهور الصراع بين الولايات المتحدة وخصميها الصين وروسيا على أنه منافسة بين منطقَين بديلين للنظام العالمي، إذ تدافع الولايات المتحدة عن نظام دولي قادته على مدى ثلاثة أرباع قرن، وهو نظام مفتوح ومتعدد الأطراف ومرتكز على اتفاقيات وشراكات أمنية مع الديمقراطيات الليبرالية الأخرى، بينما تسعى الصين وروسيا إلى نظام دولي يسقط القيم الليبرالية الغربية، ويشجع بمزيد من الكرم الكتل الإقليمية، ومناطق النفوذ التي لا تفضل القيم الليبرالية'.

هذا الصراع بين الأنظمة العالمية الليبرالية وغير الليبرالية هو صدى مشابه لصراعات القرن العشرين، ففي نهايات الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة، قدمت الولايات المتحدة أجندة للنظام العالمي، استندت في نجاحها إلى الحقيقة الفظة للقوة الأميركية، وقدرات البلاد الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية، وهي نفس القدرات المادية التي من المرجح أن تبقى الولايات المتحدة في مركز النظام العالمي جزئياً بسبب دورها كمحور أساسي في ميزان القوى العالمي.

الطريق الثالث

لكن الولايات المتحدة لا تزال مهمة لسبب آخر، هو جاذبية أفكارها ومؤسساتها وقدراتها لبناء الشراكات والتحالفات، ما يجعلها قوة لا غنى عنها في السنوات المقبلة، وحتى لو تضاءلت القوة المادية الأميركية بالنسبة إلى قدرات الصين المتنامية، على سبيل المثال، فإن النظام الليبرالي الدولي المكوَّن من طبقات عدة والذي بنته واشنطن وتتزعمه سيستمر في تعزيز قوتها وقيادتها، حيث تتمثل الطبقة الخارجية من هذا النظام في أفكارها ومشاريعها الليبرالية الدولية التي تشكل الطريق الثالث الذي يقدم مكاسب إلى عدد أكبر من الناس، بين طريق الفوضى التي تنتج من تنافس القوى مع بعضها البعض، وبين طريق التسلسل الهرمي لهيمنة الأنظمة الإمبريالية.

وعلى مدى أكثر من قرن، كانت الولايات المتحدة 'بطلة' نظام مختلف عن النظم الدولية السابقة، فبعد الحرب العالمية الثانية وكذلك بعد نهاية الحرب الباردة، سيطرت الليبرالية على المنطق الحديث للعلاقات الدولية وتَحدد من خلالها بناء مؤسسات مثل الأمم المتحدة وتحالفات مثل الناتو، وهي أفكار نشأت من ورثة مفكري التنوير بين الجيل الأول من الليبراليين الدوليين في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، حيث ساد الاعتقاد بأنه من خلال العقل والعلم والمصالح الذاتية، يمكن للمجتمعات بناء أنظمة سياسية تعمل على تحسين حالة الإنسان، وأنه يمكن تصميم المؤسسات والأنظمة السياسية لحماية الديمقراطية الليبرالية، وأن يكون النظام الدولي منتدى ليس فقط لشن الحرب والسعي لتحقيق الأمن، ولكن أيضاً لحل المشكلات الجماعية بالتغيير السلمي لأنهم افترضوا أن المجتمع الدولي مؤهل لذلك كما جادل الرئيس الأميركي وودرو ويلسون، حيث يمكن للدول ترويض سياسات القوة العدوانية وبناء علاقات مستقرة لتحقيق مكاسب متبادلة.

وفي ظل الحرب الباردة، أنشأت الولايات المتحدة وحلفاؤها نظاماً معقداً ومترامي الأطراف من المؤسسات لا يزال قائماً حتى اليوم، مثل الأمم المتحدة، ومؤسسات 'بريتون وودز'، والأنظمة المتعددة الأطراف في مجالات متنوعة لتعزيز التعاون في التجارة والتنمية والصحة العامة والبيئة وحقوق الإنسان، وعلى رغم التحولات الكبيرة في التوزيع العالمي للقوة منذ عام 1945، فإن التعاون لا يزال سمة أساسية للنظام العالمي، وإذا سعت الصين وروسيا إلى تشكيل نظام عالمي جديد، فسيتعيّن عليهما تقديم شيء أفضل، وهي مهمة شاقة جداً، إذ تبدو رؤيتهما لنظام ما بعد أميركا وكأنها خطوة إلى الوراء أكثر من كونها خطوة إلى الأمام.

إمبراطورية مضادة للإمبراطورية

وبحسب رؤية إيكينبيري في مجلة 'فورين أفيرز' فإن الولايات المتحدة قوة عالمية لا مثيل لها من قبل، فهي الوحيدة بين القوى العظمى الأخرى التي ولِدت في العالم الجديد، وتدين لجغرافيتها البعيدة بين المحيطين الأطلسي والهادئ بالكثير، فعلى عكس الولايات المتحدة، وجدت القوى العظمى الأخرى، بما في ذلك الصين وروسيا، نفسها في مناطق جيوسياسية مزدحمة، تكافح فيها من أجل مساحة مهيمنة، في حين أن صعود أميركا كقوة عظمى، كان بعيداً من منافسيها الأساسيين، وشكلت هذه الظروف مؤسسات الجمهورية الوليدة في الولايات المتحدة بعيداً من السلطة المطلقة لرجل واحد، ومنحتها عزلتها فرصةً للنجاح، كما أثرت في طريقة تفكيرها بشأن النظام الدولي، وقدراتها على استخدام قوتها وموقعها لتقويض النظام العالمي الإمبراطوري.

وفي حين أبرمت أميركا تحالفات وصفقات مع دول إمبراطورية في لحظات مختلفة وأطلقت مسيرة قصيرة العمر لإمبراطورية أميركية في مطلع القرن العشرين في أعقاب الحرب الإسبانية - الأميركية، لكن الدافع المهيمن لاستراتيجية الولايات المتحدة عبر هذه العقود، كان السعي إلى 'نظام ما بعد الإمبريالية' لعلاقات القوى العظمى، ولبناء نظام دولي يكون منفتحاً وودياً ومستقراً، ووفّر الموقع الجغرافي للولايات المتحدة وصعودها في عالم من الإمبراطوريات، الإطار لاستراتيجية مميزة لبناء تحالفات وشراكات لتقويض مساعي الهيمنة من قبل القوى العظمى الاستبدادية والفاشية في شرق آسيا وأوروبا.

وليس غريباً الآن أن تقلق العديد من البلدان الليبرالية في تلك المناطق، من أن تتخلى عنها الولايات المتحدة أكثر من هيمنتها عليها، ونتيجةً لذلك، فإن التحالفات والقواعد العسكرية وعمليات نشر القوات المتقدمة، لا توفر لشركاء أميركا الأمن فحسب، بل توفر أيضاً قدراً أكبر من اليقين بشأن التزام الولايات المتحدة، بخاصة وأن لديها أكثر من 60 شراكة أمنية في جميع مناطق العالم، في حين أن الصين لديها علاقات أمنية مشتتة فقط مع جيبوتي وكوريا الشمالية وعدد قليل من البلدان الأخرى.

القوة الجماعية

لا تكمن مزايا النظام الذي تقوده الولايات المتحدة في ما صنعته واشنطن فحسب، بل في كيفية ظهور هذا النظام، حيث لم تصبح الولايات المتحدة قوة عظمى من خلال الغزو، وإنما دخلت بشكل انتهازي في الفراغات الجيوسياسية التي نشأت في نهايات الحروب الكبرى لتشكيل السلام، وفي ثلاث لحظات محورية خلال القرن الماضي (بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي)، وجدت الولايات المتحدة نفسها في الجانب الفائز في الصراعات الكبرى، ووفرت القيادة والقوة المادية التي قلبت ميزان القوة في كل حرب.

وفي عالم من الخصوم الاستبداديين والعدائيين والأقوياء، خلصت الولايات المتحدة والديمقراطيات الليبرالية الأخرى إلى أن عملها كمجموعة، يجعلها أكثر أماناً من العمل بمفردها. ومع ذلك كانت الدول الليبرالية والولايات المتحدة على استعداد دائماً للتحالف مع الدول غير الديمقراطية ضمن تحالفات أكبر. وخلال الحرب الباردة ومرة ​​أخرى اليوم، تحالفت الولايات المتحدة مع دول استبدادية في جميع أنحاء العالم ودخلت في شراكة معها بدافع بناء استراتيجية كبرى للولايات المتحدة حول نواة ديناميكية من الدول الليبرالية في شرق آسيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية، ومنطقة المحيط الهادئ، بهدف خلق بيئة لتوليد الأفكار التقدمية وجذب الدعم العالمي. والآن يقدم التنافس حول النظام العالمي بين الولايات المتحدة ومنافسيها الصين وروسيا، فرصة جديدة لتعزيز المبادئ الديمقراطية الليبرالية في جميع أنحاء العالم.

جمهورية عالمية

ولا تعد الولايات المتحدة مجرد قوة عظمى فريدة من نوعها، فهي أيضاً نوع فريد من المجتمعات، فعلى عكس منافسيها من القوى العظمى، أميركا بلد مهاجرين متعدد الثقافات والأعراق، أو ما أطلق عليه المؤرخ فرانك نينكوفيتش 'جمهورية عالمية' حيث جاء العالم إلى الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، ترتبط الولايات المتحدة ارتباطاً وثيقاً بجميع مناطق العالم من خلال الروابط الأسرية والعرقية والثقافية ضمن علاقات معقدة تعمل خارج نطاق الحكومة والدبلوماسية، ما يجعل الولايات المتحدة منخرطة وأكثر درايةً بالعالم الخارجي، كما أصبح للعالم الخارجي اهتمام ومصلحة أكبر في ما يحدث داخل الولايات المتحدة.

وحقق تقليد الهجرة هذا في الولايات المتحدة ثماراً في بناء قاعدة رأس المال البشري في البلاد، فبدون هذه الثقافة المهاجرة، ستكون الولايات المتحدة أقل ثراءً وتميزاً في مجالات المعرفة الرائدة، بما في ذلك الطب والعلوم، والتكنولوجيا، والتجارة، والفنون، وعلى سبيل المثال، من بين 104 أميركيين حصلوا على جوائز نوبل في الكيمياء والطب والفيزياء منذ عام 2000، كان من بينهم 40 مهاجراً، والآن يرغب الطلاب الصينيون في القدوم إلى الولايات المتحدة لتلقي تعليمهم الجامعي، في حين لا يتدفق الطلاب الأجانب على الجامعات الصينية بمعدلات مماثلة.

ومثلما يرتبط تنوع سكان الولايات المتحدة بالعالم، فإن تنوع مجموعات المجتمع المدني في الولايات المتحدة يبني شبكة مؤثرة تمتد عبر الكرة الأرضية، وغالباً ما يكون هذا المجتمع المدني العابر للحدود مترامي الأطراف مصدراً للتأثير الأميركي، مما يعزز التعاون والتضامن عبر العالم الليبرالي. وعلى رغم أن الصين وروسيا لديهما شبكاتهما السياسية ومجتمعات الشتات الخاصة بهما، فإن المجتمع المدني العالمي يميل إلى تعزيز المبادئ الليبرالية، مما يضخم مركزية الولايات المتحدة في المواجهات العالمية حول النظام العالمي.

ويشمل المجتمع المدني المنظمات غير الحكومية والجامعات ومراكز الفكر والجمعيات المهنية والمنظمات الإعلامية، والمؤسسات الخيرية، والجماعات الاجتماعية، والدينية، وتنخرط أبرز هذه المجموعات في أنشطة عابرة للحدود وتعمل داخل وحول الأمم المتحدة والمؤسسات العالمية الأخرى، وقد استفادت من المبادئ والمعايير المثالية التي تتبناها الدول الليبرالية.

مشكلات الداخل

بالنظر إلى الاضطرابات الداخلية الأخيرة في الولايات المتحدة، قد يبدو الحديث حول مركزية الولايات المتحدة في القرن الحالي غريباً، كونها تعاني من المشكلات أكثر من أي وقت مضى منذ الثلاثينيات في خضم مزيد من الاستقطاب والخلل الوظيفي الذي ابتلي به المجتمع الأميركي، ولهذا يتزايد الخطاب حول 'الانحدار الأميركي'، لكن ما يبقي الولايات المتحدة واقفة على قدميها، على رغم معاناتها، هو قيمها الليبرالية التي ألهمت قادة حركات التحرير في أماكن أخرى، من المهاتما غاندي في الهند إلى فاتسلاف هافيل في تشيكوسلوفاكيا ونيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا.

كما يلوح الشباب في هونغ كونغ الذين يحتجون ضد الحكومة الصينية بشكل روتيني بالأعلام الأميركية، وهو ما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها أميركا كقوة عالمية تحاول التغلب على العوائق المؤلمة التي تحول دون اتحاد أكثر كمالاً، ولعل حبس الناس أنفاسهم في جميع أنحاء العالم عندما صوت الأميركيون في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ومرة ​​أخرى خلال هجوم 6 يناير (كانون الثاني) على مبنى الكابيتول من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب، أبرز دليل على المخاطر العالمية في هذه اللحظات.

وفي حين لم تلتزم الولايات المتحدة مطلقاً بمُثُلها الليبرالية بالكامل، وتبدو منافقة عندما تشيد بهذه المثل العليا أمام الآخرين، إلا أن النفاق هو سمة من سمات النظام الليبرالي، وليس خللاً، ولا يجب أن يكون عائقاً أمام تحسين النظام الليبرالي الذي قادته الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية ودفع العالم إلى الأمام، وإذا أراد الناس في جميع أنحاء العالم نظاماً عالمياً أفضل يدعم قدراً أكبر من التعاون والتقدم الاجتماعي والاقتصادي، فسيرغبون في تحسين هذا النظام بقيادة الولايات المتحدة.

أخر اخبار جيبوتي:

"اليونيسف" تكشف أرقاما صادمة لممارسة "ختان الإناث"

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1610 days old | 21,837 Djibouti News Articles | 2 Articles in Mar 2024 | 0 Articles Today | from 8 News Sources ~~ last update: 20 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



هل تقترب الحقبة الأميركية من نهايتها أم تستمر لعقود أخرى؟ - dj
هل تقترب الحقبة الأميركية من نهايتها أم تستمر لعقود أخرى؟

منذ ٠ ثانية


اخبار جيبوتي

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل