"غلوبال تايمز": الترهيب الأميركي - البريطاني ضد الصين سيضر العالم بأسره

تستخدم أميركا نظامها المهيمن لفعل كل ما هو ممكن لخلق جو من الإرهاب في العالم في محاولة لمنع التعاون الاقتصادي والتكنولوجي الطبيعي بين الصين والدول الأخرى.

قالت افتتاحية صحيفة 'غلوبال تايمز' الصينية إن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي كريستوفر راي والمدير العام لجهاز 'أم آي 5' البريطاني كين ماكالوم، قد ظهرا معاً يوم الأربعاء الماضي لإثارة ما يسمى بالتجسس الاقتصادي من الصين بنبرة مثيرة. كما وجها 'تحذيرات شديدة اللهجة' إلى قادة الأعمال الحاضرين. في اليوم نفسه، أصدرت وكالة تجسس أميركية مضادة تحذيراً آخر من أن الصين قد زادت من استخدامها للوسائل العلنية والسرية للتأثير على صنع السياسة الأميركية.

واعتبرت الصحيفة أن هذا التحذير أقرب إلى ترهيب السياسيين الأميركيين والغربيين والعاملين في مجال الأعمال، وخاصة المديرين التنفيذيين للشركات الذين يتعاونون مع الصين. لقد أصبح هذا محور اهتمام وزارتي الأمن الأميركية والبريطانية. ومن السهل أن نفهم أن هذا هو ما يدور حوله عملهما الآن، والمبالغة في 'تهديد الصين' هو كيفية قيامهم بعملهم. فقط من خلال تلفيق 'التهديد الأمني ​​من الصين' والمبالغة فيه بشكل مستمر إلى أقصى حد ممكن يمكنهم إثبات وإبراز قيمة وجودهم، مما يسمح لهم بجني فوائد أكبر.

وقالت الافتتاحية الصينية إن الجو العام الحالي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تجاه الصين غير طبيعي. لكن وكالات استخباراتهما، التي من المفترض أن تكون نشطة من وراء الكواليس، اتخذت الأمر مثل البطة في الماء. حتى أنهم يظهرون في الأماكن العامة ويبلغون الجمهور بشكل صارخ عن مؤامراتهم وأكاذيبهم. في الآونة الأخيرة، بدأ الإعلام الأميركي في الترويج لـ'ضربات محددة' ضد الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتم الكشف عن أن واشنطن تكثف ضغوطها على الدول الأخرى للتعاون مع ضوابطها عالية التقنية على الصادرات من الصين. والآن، تستغل وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية الفرصة للقيام بحيلة علنية ينصب تركيزها على تشويه سمعة الصين بتهمة 'سرقة التكنولوجيا'. وهذا من دون شك أداء منسق بينهما.

وكما قال المتحدث باسم السفارة الصينية في المملكة المتحدة في رده، فإن أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة معروفة بخبراتها في التنصت على المكالمات الهاتفية والسرقة والتسلل والتخريب.

في عام 2013، كشف الموظف السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن عن مخطط المراقبة واسع النطاق - بريزم - من قبل وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية. ومنذ وقت ليس ببعيد، تم الكشف عن أن الولايات المتحدة قد سرقت عن بعد 97 مليار قطعة من بيانات الإنترنت العالمية و124 مليار سجل هاتف في غضون 30 يوماً، وشاركتها مع دول 'العيون الخمس'، بما في ذلك المملكة المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أنه واضح أي بلد يستخدم القرصنة على نطاق واسع برعاية الدولة وأي بلد ينخرط في السرقة الإلكترونية من خلال شبكة عالمية من ضباط الاستخبارات.

وقالت 'غلوبال تايمز': لماذا يصرخ اللصوص 'امسكوا باللص'؟ هذا ليس فقط للتستر على سلوكهم الإجرامي، ولكن كذلك لخلق نوع من 'الإرهاب التكنولوجي'. اليوم، أكثر ما يقلق واشنطن هو أن قمعها واحتواءها للصين في مجال التكنولوجيا الفائقة لم يفشل فحسب، بل سمح بدلاً من ذلك لدول أخرى بأخذ مكان في السوق الصينية التي كانت تحتلها الولايات المتحدة سابقاً. نتيجة لذلك، يتعين عليها استخدام نظامها المهيمن لفعل كل ما هو ممكن لخلق جو من الإرهاب في العالم في محاولة لمنع التعاون الاقتصادي والتكنولوجي الطبيعي بين الصين والدول الأخرى. ليست الصين وحدها هي التي تحتاج إلى توخي الحذر ضد مثل هذه النوايا الشريرة.

وأضافت أن صندوق النقد الدولي قدّر أن الفصل التكنولوجي قد يؤدي إلى خسائر في حدود 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الاقتصادات، أي حوالى 10 أضعاف الخسائر الناجمة عن الحرب التجارية التي شنتها الولايات المتحدة ضد الصين. حالياً، يواجه العالم تحديات خطيرة في تحقيق الانتعاش الاقتصادي العالمي. تحتاج جميع البلدان إلى التغلب على هذه الصعوبات معاً، بدلاً من إثارة الصراعات والمواجهات من خلال تشكيل مجموعات صغيرة.

وتابعت الصحيفة أن السياسيين الأميركيين والبريطانيين ينخرطون حالياً في 'الإرهاب التكنولوجي' ضد الصين، وهي أكبر سوق في العالم بإمكانات كبيرة، وأكبر دولة لتجارة السلع، وحلقة وصل رئيسية في السلسلة الصناعية العالمية، وأكبر محرك للنمو الاقتصادي في العالم، والبلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان. وقالت هذا ليس أمراً وقحاً فقط، بل أمر مجنون كذلك.

وختمت الصحيفة بالقول: أخيراً، نريد التحدث عن المملكة المتحدة وأستراليا بشكل خاص. إلى جانب الولايات المتحدة، تعد المملكة المتحدة الدولة الأكثر نشاطاً في تضخيم 'التجسس التجاري الصيني'. هذا مضحك وغريب لأنه من المعروف أن التكنولوجيا البريطانية قد تراجعت منذ فترة طويلة عن المستوى الأعلى. وأستراليا، التي تبيع خام الحديد وجراد البحر والنبيذ بشكل أساسي، تطالب كذلك بمنع الصين من سرقة تقنيتها. حقيقة أن الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا تنتمي جميعها إلى تحالف 'العيون الخمس' أمر واضح. تحتاج الصين، التي أحرزت تقدماً سريعاً في مجال الابتكار التكنولوجي المستقل، إلى أن تكون أكثر يقظة وحذراً من الجواسيس التجاريين من بعض البلدان.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم