اخبار جزر القمر
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ٣ حزيران ٢٠٢٣
درس الباحثون نواة فكرة 'تقاسم الموارد بين الكبار والصغار' لإثبات أنها 'تلعب أيضاً دوراً أساسياً في قوة الاختيار في الأعمار المختلفة'، وتقدّم الدراسة مثالاً على ذلك تقاسم الأغذية في المجتمعات غير الصناعية.
يُعدّ الملياردير أيلون ماسك أحد أبرز الداعين إلى زيادة معدل الولادات على مستوى العالم اعتقاداً منه بأن المسألة الديموغرافية من أهم التهديدات التي تواجهها البشرية في المستقبل.
رأي ماسك غير مألوف في جميع أنحاء العالم، خاصة في الدول التي تعاني من زيادة سكانية تثقل اقتصاداتها، بل إنه حتى في دول غربية مزدهرة تظهر آراء متطرفة داعية إلى خفض عدد سكان العالم، خاصة على مستوى شريحة كبار العمر انطلاقاً من وجهة نظر بعدم إنتاجية هذه الفئة.
لكن وجهة النظر الرأسمالية المتوحشة هذه يدحضها بحث أكاديمي جديد في جامعة كاليفورنيا.
ففي ورقة بحثية، يتحدى عالم البيئة السكانية رازيل دافيدسون وجهة النظر القائلة بأن قوة الانتقاء الطبيعي لدى البشر يجب أن تنخفض إلى الصفر بمجرد اكتمال التكاثر.
إحدى الفرضيات التي تناقشها الدراسة هي أن وجود الجدّات على سبيل المثال يساعد الأمهات الشابات على إنجاب المزيد من الأطفال، ما يساهم في عملية التكاثر بشكل غير مباشر.
وترى الدراسة أن 'القدرة على تجميع الموارد، وليس الاعتماد فقط على جهود الفرد الخاصة، هي تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للكائنات الاجتماعية للغاية مثل البشر'.
ودرس الباحثون نواة فكرة 'تقاسم الموارد بين الكبار والصغار' لإثبات أنها 'تلعب أيضاً دوراً أساسياً في قوة الاختيار في الأعمار المختلفة'. وتقدّم الدراسة مثالاً على ذلك تقاسم الأغذية في المجتمعات غير الصناعية.
ففي مجتمعات السكان الأصليين في بعض أنحاء استراليا وأميركا الجنوبية، تكشف الدراسة أنه 'يستغرق الأمر ما يصل إلى عقدين من الولادات قبل أن ينتج الناس طعاماً أكثر مما يستهلكونه'، وبالتالي 'يجب شراء الكثير من الطعام ومشاركته لإيصال الأطفال إلى النقطة التي يمكنهم فيها إعالة أنفسهم وأن يكونوا أعضاء منتجين في المجموعة'.
وفي العادة، يلبي البالغون والكبار في العمر هذه الحاجة لمن هم أصغر عمراً.
وتعتبر الدراسة أنه نموذج الغذاء 'يساعد الفائض الكبير الذي ينتجه البالغون على تحسين بقاء وخصوبة الأقارب المقربين، وأعضاء الجماعة الآخرين الذين يشاركون طعامهم أيضاً'.
وباستخدام البيانات الديموغرافية والاقتصادية من العديد من الصيادين والمزارعين، وجدت الدراسة أن فائض الطعام الذي يوفره كبار السن 'يولد أيضاً اختياراً إيجابياً لبقائهم على قيد الحياة. نحسب كل هذه اللياقة الإضافية في أواخر مرحلة البلوغ لتصل إلى عدد من الأطفال الإضافيين'.
وتنصّ وجهة النظر القديمة على أنه لا فائدة من حياة الإنسان بمجرد توقفه عن الإنجاب عند بلوغه سن الشيخوخة، ولكن البحث الجديد يدافع عن فكرة أن 'الحياة الطويلة هي جزء من هويتنا كبشر، وهي سمة متطورة لمسار الحياة'. بل يذهب الفريق الذي شارك في إعداد الدراسة إلى أبعد من ذلك باعتبارهم أن سر نجاحنا 'هم أجدادنا'.
ووفقا لآراء تتخذ من علم الأحيان التطوري دليلاً، فإن عملية الانتقاء الطبيعي 'شديدة القسوة'، بسبب السمات التي تساعد في تعزيز التناسل.
ويرى المدافعون عن الرأي التقليدي أن قوة الانتقاء الطبيعية مجهزة لإزالة الطفرات الضارة التي تظهر خلال الحياة المبكرة وطوال سنوات الإنجاب.
ومع ذلك، بحلول العمر الذي تتوقف فيه الخصوبة، تفترض تلك النظرية أن الاختيار يصبح أعمى عما يحدث لأجسادنا. فبعد سن اليأس، تصبح خلايانا أكثر عرضة للطفرات الضارة.
وفي حالة الغالبية العظمى من الحيوانات، يعني هذا عادةً أن الموت يتبع بعد فترة وجيزة من انتهاء الخصوبة.
ولكن هذا الحال لا ينطبق على البشر، ولا على بعض أنواع الحيتان، إذ يستمرون في العيش لفترة طويلة بعد انتهاء مرحلة الخصوبة.