دور السينما حول العالم تعاني وسط سيطرة منصات البث وتعود الناس عليها

كان لوباء COVID-19 تأثير كبير على صناعة السينما منذ العام 2020، مما يعكس آثاره في جميع قطاعات الفنون في جميع أنحاء العالم وبدرجات متفاوتة، فقد أغلقت دور السينما، وألغيت المهرجانات أو تأجلت، ونقلت إصدارات الأفلام إلى تواريخ مقبلة أو تأجلت إلى أجل غير مسمى، مما أدى إلى انخفاض شباك التذاكر سواء المحلي أو العالمي وحتى مع دخول موسم عيد الفطر والأضحى مؤخرا، وهذا امر طبيعي جدا خصوصا مع زيادة البث عبر المنصات التلفزيونية مثل نتفلكس زيادة كبيرة في شعبيته وانخفض مخزون العارضين السينمائيين بشكل كبير، وتم تأجيل أو إلغاء العديد من الأفلام الرائجة التي كان من المقرر إصدارها منذ منتصف مارس 2020 في جميع أنحاء العالم، مع توقف الإنتاج السينمائي أيضا.

تمر صناعة السينما العربية بأوقات عصيبة، وعصرها الذهبي ذكرى باهتة، حيث إن الموازنات الأكثر صرامة، وعدم اكتراث الدولة، وهيمنة هوليوود، تقيد الإنتاج وتعيق توزيع الأفلام. ولكن على الرغم من هذه الصعوبات، تحظى الأفلام الروائية العربية باهتمام عالمي أكبر، ويمكن أن يساعد احتضان المملكة العربية السعودية للسينما في تنشيط القطاع.

لا تزال مصر مركزا لصناعة الأفلام باللغة العربية، التي أنتجت في أوج ازدهارها في السبعينات 80-90 ميزة سنويا. واليوم، يبلغ هذا الرقم نحو 40، حيث ينتج كل من لبنان والمغرب 10-15 وتونس نحوالي. وتبلغ الموازنة السنوية المجمعة عادة نحو 50 مليون دولار، وفقا لمركز السينما العربية في القاهرة. في الإمارات العربية المتحدة، أكبر سوق للسينما في العالم العربي، فإن 80 في المئة من الإيرادات المقدرة بـ 200 مليون دولار يتم توليدها من أفلام هوليوود، وفقا للجنة التنسيق الإدارية. لا توجد بيانات موثوقة عن الإيرادات من المبيعات إلى التلفزيون والرقمية وشركات الطيران وغيرها من المنصات.

على مدى السنوات القليلة الماضية، أغلقت العديد من صناديق الأفلام والمهرجانات أبوابها، لاسيما في الخليج العربي، مما أثر سلبا على السينما عموما باللغة العربية، وغيرها! مشكلة أخرى هي أنه على عكس الصناعات الأخرى، فإن عائدات الاستثمار في صناعة الأفلام لا يمكن التنبؤ بها لدرجة أنه من المستحيل تزويد المستثمرين المحتملين بتقديرات حول الأرباح المحتملة.

السينما ليس لديها دراسة حالة يمكنك أن تظهر للمستثمرين. وللاستثمار في السينما، يجب أن يكون لديك شغف بالأفلام وأن تفهم أنها ليست مثل الاستثمار في أي صناعة أخرى، ولا تملك الأفلام العربية سوى مصادر دخل محدودة، حيث تفتقر صناعة السينما العربية إلى نظام توزيع مناسب للأسف والانتشار.

عندما يتم عرض فيلم مصري في بقية العالم العربي، فإن المنتجين يبيعون الفيلم فقط للموزعين المحليين، وهذا يولد مبلغا صغيرا جدا من المال، ومن شأن التوزيع السليم أن يساعد صناعة الإنتاج، وأيضا ما اعتادت قنوات عربية مثل ART وRotana على شراء حقوق العرض بعد عرض فيلم سينمائي، ولكن في السنوات الأخيرة خفضت القنوات التلفزيونية عدد الأفلام التي يشترونها، مما قيد الإنتاج السينمائي! تفتقر صناعة السينما العربية إلى نظام توزيع مناسب.

وتتحدى خدمات البث عمليات صنع القرار طويلة الأمد في صناعة الأفلام السينمائية التقليدية، وبالتالي تضع استوديوهات هوليوود الكبرى على مفترق طرق.

على مدى العقد الماضي، راهنت بعض أكبر تكتلات الترفيه والاتصالات في العالم على بث الترفيه. وقد بشرت السنوات الـ 10 الماضية في تطور سريع من الترفيه في المنزل مثل نتفليكس، وهولو، وديزني بلس، وHBO الآن، مع الملايين من المشتركين، ومع إجبار المزيد من الناس على البقاء في المنزل في محاولة للحد من انتشار الفيروس، أصبح مفهوم الذهاب إلى السينما من الماضي في بعض الدول، خصوصا في دول الخليج العربي.

بحثت شركة HBO الأم، WarnerMedia في عدد مشتركيها الذين يقضون المزيد من الوقت في مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية على مدى الأسبوعين الماضيين. وشهدت HBO أعلى استخدام على منصتها منذ الصيف. وقد زادت النسبة المئوية للأشخاص الذين يشاهدون المسلسلات في المنصات بنسبة 65 في المئة، في حين أن مشاهدة الأفلام ارتفعت بنسبة 70 في المئة على HBO ونتفلكس.

في حين أن خدمات البث قد غيرت بشكل أساسي كيفية مشاهدة المستهلكين للتلفزيون، وفكرة أنه إذا كان الجمهور يقضي المزيد من الوقت في مشاهدة المحتوى في المنزل بعيدا عن المسارح وصالات السينما ليس للأبد، بسبب أن البعض يكره الذهاب إلى السينماءات بسبب الإجراءات وانتشار الوباء، وأيضا عدد المطعمين حولنا! الفكرة تقول إن 'كل شخص لديه مطبخ في بيته، ولكن الجميع لا يزال يخرج لتناول الطعام'.

دعونا لا ننسى كم نعتمد على مواقع البث والمنصات لمشاهدة الأفلام، حتى قبل كوفيد-19، كان المشتركون في تصاعد دائما، لهذا السبب، لا أعتقد أنه من العدل تماما إلقاء اللوم على Netflix لـ ”تخريب' تجربة الذهاب إلى السينما. لسنوات حتى الآن تم بث أحدث العروض أو الأفلام في المنصات بالتوازي تقريبا مع دور السينما. من الصعب التفكير في أن هذه الصناعة العالمية التي تبلغ قيمتها مليار دولار بدأت بالمنظار المتواضع. ولكن هذا يدل فقط على قدرتها على التكيف والتطور باستمرار.

لا يزال الوباء يؤثر تأثيرا كبيرا على صناعة السينما، حيث لا تزال صالات السينما في جميع أنحاء العالم مغلقة إلى حد ما في عدد من الدول، العديد من الأفلام، بما في ذلك أحدث افلام جيمس بوند معلقة، مع خسائر كثيرة بالنسبة للصناعة بشكل عام والموظفين والقائمين عليها يجب على المسارح أن تقاوم Netflix من خلال أن تصبح أشبه بـ Netflix. لا يغير البث فقط الملعب للترفيه في المنزل ولكن أيضا كيفية إدارة سلاسل دور السينما لأعمالها، وهم يقاتلون ضد Netflix ومنصات البث الأخرى مع خطط الاشتراك الشهرية التي تشبه في نواح كثيرة البث. ينتقل الجميع إلى الاشتراكات في مجال الترفيه ومع ذلك يميل معظم الناس إلى الذهاب إلى صالات السينما ومشاهدة الأفلام هناك مع مراعاة قوانين الصحة، ومن المرجح أن ينتهي الأمر بمعظم الناس إلى الاشتراك فقط في منصة واحدة 'أو اثنين كحد أقصى'.