الشوملي وأمينة.. التحليق بالمستمع إلى عوالم سحر الدراما الإذاعية

تزخر مملكة البحرين بطاقات إبداعية شابة في ميدان العمل الإذاعي، وطوال فترة تعاوني الطويلة مع إذاعة البحرين سواء في إعداد البرامج الثقافية أو تأليف المسلسلات، عملت مع نخبة من المبدعين الذين لديهم مقدرة عجيبة على الإبهار، وأحد هؤلاء المخرج الشاب عبدالله الشوملي، الذي تصدى بكل احترافية للجزء الخامس من المسلسل الإذاعي الكوميدي الشعبي 'يوميات أم سحنون'، وأظهر طبيعته المتميزة.

فكما نعرف وحسب المفهوم السائد في المجال الفني أن المخرج قد لا يعنيه كثيرا ما أراد أن يقوله المؤلف في مسلسله، أو ما لم يرد أن يقوله، إنما الأمر المهم بل والجانب الحيوي في نظره هو ما يكتشفه بنفسه في العمل سواء قصد المؤلف ذلك أم لم يقصد، فكل ما يهمه هو لون الحياة التي يبعثها في العمل والجو الذي يخلقه حول أحداثه والمعاني التي يبرزها ويصورها إلى غير ذلك من انطباعاته الشخصية، ومخرجنا الشوملي وبطريقته الخاصة وشكل أسلوبه استطاع أن يضيف جماليات كثيرة ومؤثرة على خط سير أحداث مسلسل 'أم سحنون'، بنبضات تتبادل الإيقاع أو ومضات تتألق لتخبو ثم تعود إلى التألق.

كما أن المخرج المنفذ أمينة إسماعيل وحسب تقديري ارتفعت إلى مستوى لغة الأبطال وأسلوبهم، وبذلك ارتفعت بالمستمع إلى مستوى الأسلوب الرفيع ونقلته إلى عالم الخيال الشاعري، وكانت تقيس الحوارات بمقياس معين وكأنها تقوم بدراسة وتحليل، وهذا الجانب هو ما يميز الإنسان المبدع عن غيره.

لقد استغرق تسجيل المسلسل 3 أيام في استوديو الدراما بإذاعة البحرين، الذي تحول إلى خشبة مسرح تجذب الفنانين إليها، وكأنها بثر القدر تنساب منه أصوات التمثيل، كانت هناك شحنة أو أن صح التعبير نغمة خلاقة أضفت على العمل توقيعا معينا وضخامة واتساعا معينا وتركيزا في إثارة المشاعر، فصوت الممثل يأتي ليحمل هذا كله وينقله بفنه وإبداعه إلى المستمع، والأخير يتقبله كضربات الإيقاع.

فشكرا لجميع طاقم مسلسل 'يوميات أم سحنون'، وشكر خاص للمخرج عبدالله الشوملي والمخرج المنفذ أمينة إسماعيل على التحليق بالمستمع إلى عوالم سحر الدراما الإذاعية وعظمتها.