اخبار البحرين
موقع كل يوم -جريدة البلاد
نشر بتاريخ: ١٢ نيسان ٢٠٢١
تؤكد عهود مهدي، التي تفضل أن نناديها بأم شهد، أن العمل شرف، وأنه يمنحنا القوة التي تفتح أمامنا طرقا للإبداع والعيش الكريم، مردفةً: نحن كأسر منتجة نشكر دعم قيادتنا وحكومتنا، فهي دائما لا تقصر في منح مواطنيها الدعم الذي يساعدهم في تأسيس مشروعاتهم الخاصة.
وتقول أم شهد: بدأت عملي منذ حوالي 5 سنوات، كنت بالعشرينات من عمري بعد أن أنهيت دراستي الثانوية ولم أجد عملا، فتخصصت ببيع الملابس من خلال بسطة صغيرة و “ستاند” واحد في الأسواق الشعبية، وتعلمت قيادة السيارات وحصلت على رخصة، ثم اشتريت “باصا” قديما لاستخدامه في نقل بضاعتي التي كان رأس مالها 20 دينارا، ولكنها تكللت بعلاقة طيبة مع الزبائن الذين أحبوا صدقي معهم، فأصبح لدي زبائن يقصدونني في أي مكان أعرض فيه بضاعتي وهذا دفعني للانضمام إلى الأسر المنتجة، وهو مشروع حكومي رائد تقوم به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، فتوسعت بعملي وتنوعت البضاعة التي أبيعها.
وتستكمل: وبعد فترة توفى والدي، فانتقلت أنا وزوجي وهو لا يعمل وابنتي للسكن مع والدتي؛ لأننا لا نملك مسكنا خاصا أو حتى شقة نسكن فيها، وحتى أقوم بتوفير إيجار الشقة، وشراء الدواء لوالدتي التي تكفلت بها، خصوصا بعد إصابتها بجلطة في المخ سببت لها شللا نصفيا، وفكرت بتوفير كل شيء من أجل والدتي، وكانت وعلى الرغم من مرضها إلا أنها تساعدني في رعاية ابنتي شهد ذات الـ 13 عاما؛ حتى أتفرغ لتوسيع تجارتي البسيطة.
وتكمل: حلت جائحة كورونا وألقت بظلالها السلبية على الحياة والاقتصاد والأعمال والجميع، وطوال سنة اضطررت للمكوث بالبيت دون عمل، حيث قمت بتقنين كل شيء لتستمر الحياة، وفتح أبواب رزق إضافية لتوفير مصروفاتنا اليومية، فتعلمت فن المكياج والخياطة والتصميم.
وتردف أم شهد: ثم عادت الحياة، لأبدأ من جديد بمتر واحد و5 قطع وكنت أركب “الستاندات” بيدي، ثم وسعت المساحة إلى مترين حتى وصلت الآن إلى مساحة 8 أمتار، أعرض فيها بضاعة متعددة الأصناف من الملابس النسائية والجلابيات والحجابات وملابس الأطفال التي أشتريها من تجار بحرينيين يستوردونها من الكويت والإمارات، وأقوم في آخر كل شهر وقبل رمضان والأعياد عادة بعمل تنزيلات وخصومات على بضاعتي لكي يتمكن محدودو الدخل من شرائها، مضيفة: أقوم بنفسي بنقل البضاعة بباصي القديم، وتعليق البضاعة وفكها لنقلها إلى أماكن متعددة، ولا يوجد من يساعدني سوى زوجة أخي “أم علي”، ولكن بعد مرور 5 سنوات أصبحت أعاني من آلأم شديدة بالمفاصل بسبب “الشيل والحط ونقل البضاعة”، لكنني سعيدة بعملي وأطمح إلى تطويره من خلال محل خاص بي بدلا من عرض البضاعة في الشارع، وأتمنى أن أوفر 500 دينار رأس مال حاليا لأشتري بضاعة جديدة لرمضان والعيد.
وتحلم أم شهد التي تبيع بضاعتها على شارع توبلي وتحديدا عند إسكان توبلي، أن تحصل على بيت أو شقة العمر من وزارة الإسكان، خصوصا أن طلبها في الوزارة يعود للعام 2011، فهي تحلم ببيت يلمها وابنتها وزوجها وتقضي فيه بقية العمر.
