قطر والمنعطف الأخير للهوية المتدحرجة

ما الذي يعنيه أن ترحب قطر بحضور المثليين لها بفترة كأس العالم؟ وما الذي تشير إليه هذه التوجهات المتصادمة مع قيم وأركان الدين الإسلامي، وأخلاق وشيمة أبناء العرب، قبالة نظام يدّعي تبنيه للقضية الفلسطينية، وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وبقية هذا الـ”الباكج” المضروب بخلاط النفاق السياسي القميء.

ولم يبتعد تصريح قطر بما أسمته بالثقافات الأخرى، في إشارة واضحة إلى المثليين والذين يرفضهم القطريون جميعًا، ويرفضون النظر في وجوههم، بمواقف دونها بمنصاتهم في التواصل الاجتماعي وغيرها، فمن كلَّف تميم لأن يشرعن هذا الأمر النجس لأبناء شعبه؟

في المقابل، يستمر النظام القطري، والذي وضع قبيلة آل مرة العريقة في تصنيف ما أسماه بالتجنيس، في محاولة لتمييع أخلاق وهوية الشعب القطري، وإدخال المثليين لبيوت القطريين، بعد أن ضاق عليهم الوقت، في توسعة رقعة الفنادق الحاضنة لهم، فهو لا يطلب من المواطن القطري الاعتراف بالمثلي فقط، وإنما بأن ينام معه تحت سقف واحد.

ثقافة مختلفة، وابتعاد كامل عن فلك البيت العربي والإسلامي، هو النهج الذي يقوم به النظام القطري على البيت القطري، وعلى الشعوب الخليجية ككل، فمن يدّعي أنه حاضن لقضايا الأمة، وقادر على إعادة الحقوق المسلوبة، هو ذاته مَنْ يروّج للشذوذ، وللشاذين، والذين يهتز عرش الرحمن بسببهم.

رشاوى، وانتهاكات كبرى في حق العمال، وتمويل للجماعات المتطرفة والإرهابية، وتدخل في شؤون الدول الأخرى، وانتهاك صارخ للاتفاقيات الخليجية، وعلاقات الجيرة، هو ديدن نظام الدوحة، والذي وصل إلى سقف الترحيب بالمثليين والمتحولين جنسيًّا، رجالًا ونساءً.

ما يحدث ببساطة، هو انسلاخ تام عن العروبة وعن الجلد والهوية، في مقابل محاولة سد فراغ النقص، وفي محاولة شغل مساحة سياسية ووجودية أكبر بكثير من حجم وهوية ومكانة هذه الدولة الصغيرة، والتي تحاول باستماتة أن توصل للعالم رسالة واحدة وهي (أنا هنا).

قطر تعاني، وستعاني، وسيستمر الحال كذلك، بعد أن يرفع علم المثليين الملون في شوارعها وأزقتها وأحيائها، وبعد أن يصدح هؤلاء بشعاراتهم الرنانة وأغانيهم المعروفة، وبذلك الحال الذي يؤسف له ولشعب قطر الشقيق أن يصلوا إليه، والذي لا نرتضي له إلا الخير، كل الخير.