القصاب: حصيلة الفنان الثقافية هي المدخل الأول لأساليبه في التعبير

ترى الفنانة والروائية والشاعرة جمانة القصاب الفائزة بالجائزة الثالثة في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الـ 47، أن حصيلة الفنان الثقافية هي المدخل الأول لأساليبه في التعبير، وكلما زادت ثقافته البصرية واطلاعه صار صعبًا عليه أن يلتزم بالإيمانات الكلاسيكية عن دور الفن المحكور في اتباع وإنتاج الجمال، كما أنها تؤمن بضرورة دعم كل اتجاه فنيّ شابًا أو غير شاب ما دام جادًا، خصوصًا إذا كان يضيف إلى المجتمع الثقافي قيمة حقيقية عامة.

جمانة القصاب.. الحياة عندها كالفن تماما، خلق وإبداع أو لا يكون، تلتفت يمينا وشمالا وتصافح الفن وتحمل بطاقة تعريفه بين يديها، وقد تكون ظاهرة منفردة وملفتة للنظر كونها تجمع بين الشعر والفنون التشكيلية والرواية وتحمل على كاهلها كثيرا من القيم الجمالية.

'البلاد' اقتربت كثيرا من غيومها وأضوائها التي تملأ الأجواء النقية وأجرت معها هذا الحوار:

حدثينا عن عملك الفائز بالمركز الثالث في معرض البحرين للفنون التشكيلية؟

يتحدث العمل عن ما يفقده المريض النفسي أثناء التعافي. إذ يخسر أثناء عملية التخلص من المرض جزءًا من شخصيته وكينونته مقابل أن يعيش حياة سليمة ومتزنة، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه 'الأعراض الجانبية للشفاء'.

العمل مكوّن من الأوراق التي ترافق الأدوية وتُكتَب فيها الأعراض الجانبية لكل دواء، محذوفًا منها برسم خطوط عرضية سوداء كل النصوص المكتوبة التي ليست من ضمن الأعراض الجانبية. وتم استثناء بعض الأوراق المرافقة للأدوية من الحذف وذلك لبيان نوع الأمراض التي تعالجها.

هل في اعتقادك أن هناك علاقة بين حصيلة الفنان الثقافية ونهج تعبيره الفني؟

بالتأكيد، إن حصيلة الفنان الثقافية هي المدخل الأول لأساليبه في التعبير، وكلما زادت ثقافته البصرية واطلاعه صار صعبًا عليه أن يلتزم بالإيمانات الكلاسيكية عن دور الفن المحكور في اتباع وإنتاج الجمال.

هل تؤمنين بالاتجاهات الشبابية الجادة في الفن؟

أؤمن بضرورة دعم كل اتجاه فني شابًا أو غير شاب ما دام جادًا، خصوصًا إذا كان يضيف إلى المجتمع الثقافي قيمة حقيقية عامة.

عندما تأملت عدد من لوحاتك شعرت بتميزك بالنقاء الذهني والقدرات السهلة على المكاشفة الفنية الصريحة ورؤية العالم الخارجي بأسلوب فريد.. ما تعليقك؟

أشكر إطراءك، لا يمكنني الحكم على أعمالي، لكنني أتمنى أن تتسمَ بما وصفته لتوّك.

الذوق أو التذوق هو دليل الطبيعة الإنسانية السوية ورائدتها إلى كشف ما في الكون من جمال.. كيف تنظرين إلى تذوق المواطن البحريني العادي إلى الفنون التشكيلية؟

ثمة فارق بين الذوق والتذوق، الذوق عام ومختلف وغير خاضع للمِران وعمليات التوعية، فيما يحتاج التذوق إلى إبصارٍ مستمرٍ ووعي بما يتلقاه المشاهد.

ومن الصعب أن أحكُمَ على تذوق المواطن البحريني لتفاوت المستويات وردات الفعل، ولكن أجد أن من الضروري العودة للمنهج التعليمي، التعليم هو المفتاح الحقيقي الأول لرفع ذائقة الجمهور العام وزيادة وعي التذوق لديه.

هل أقمت معرضا شخصيا من قبل؟

لا، ربما في مستقبلٍ أبعد.

بصراحة.. متى تنضج تجربة الفنان ومتى يطمأن عليها؟

الفن يبقى طريًا دائمًا، وإذا اطمأن الفنان على تجربته صار لزامًا عليه أن يتركها، لأن القلق ووجود الهاجس هو ما يدفع للاختلاف والتميز.

ما طموحك؟

إكمال الدراسة والعمل في المجال الثقافي بكثافة أكبر.

يرى الناقد لونجونس أن عامل البيئة مهم ومؤثر في الفنون.. هل هناك أحد من عائلتك فنان تشكيلي؟

شقيقتي الصغرى رسّامة بورتريهات بالألوان المائية، وأنا من عائلة تحب الثقافة والفنون عموما.

كلمة أخيرة

كل الامتنان وجزيله لكل من كان جزءًا من هذا العمل ولكل من كان وما زال جزءًا من رحلتي في استكشاف الثقافة والفنون.