خالد الرويعي يدشن كتاب مسرحية" قرة العين" ومسرحيات أخرى

دشن الفنان والمخرج خالد الرويعي بصالة البحرين الثقافية يوم السبت أحدث إصداراته وهو كتاب مسرحية 'قرة العين.. زرين تاج.. فاطمة بنت ملا صالح البارقاني' الشخصية الجدلية التي شغلت جزءا من العالم الإسلامي أواخر القرن التاسع عشر، حيث يتناول النص سيرة تحولاتها المختلفة وصولا إلى إعدامها، وكذلك مسرحيات أخرى.

يقع الكتاب في 243 صفحة من الحجم الوسط ومن إصدارات مؤسسة الانتشار العربي بالشارقة، والنادي الأدبي الثقافي بالطائف وكتب مقدمته الفنان عبدالله السعداوي ونقرأ منها:

تقوم كتابة النص المسرحي على الفكرة، الحوار، الشخصيات، الفعل، الحدث والجو العام، والمؤلف يختار فكرة. يطرح قضية، ينحت شخصيات عن طريق اللغة، وكل هذه العوامل يدركها خالد الرويعي، فهو لايذهب إلى الكتابة التقليدية إنما ينحو ناحية الحداثة، يحلق بأربعة أجنحة.. جناح القصيدة، الفيلم، السينوغرافيا، المسرح. الكتابة المسرحية عنده تنقسم إلى قسمين، نصوص مسرحية ذات الفصل الواحد كمسرحية القادم، رائحة، المعالج، قداس، وثلاث بنات حريم، أما قرة العين فهي مسرحية تاريخية طويلة إلى حد ما كتبت بطريقة المشاهد والفصول.

أما القسم الثاني فهي نصوص الكولاج خاتون هي التي رأت، البرزخ، موت نرسيس، تلك الصغيرة التي تشبهك، الرسائل ثم ابيض داكن. الرويعي يختار الموضوع ثم يترك شخصياته تتعرف وتقول حوارها بشكل صادق، فتظهر بشكل متقن وحقيقي بحيث يكون بإمكانك الإحساس بها وبأفعالها ويمكن أن تلتقي بها في الواقع.

يكثر في نصوص خالد 'الميتانص'، النص الموازي أو الشارح أو النص الدرامي والنص المسرحي يسيران مع بعض في خط واحد، ولا نجد في نصوصه أسماء الشخصيات إنما أوصاف. الزوج، الزوجة، الأم، الأب، الابن، الطبيب. أما مسرحية قرة العين فإننا نصادف أسماء الشخصيات وأحيانا تكون هناك شخصيات وأوصافها، وكل تلك المسرحيات كتبت بالفصحى، إذ إنها لا تذهب إلى الحالة التقليدية بل لها اهتمام بالحوار كأساس لتحريك الحدث المفاجئ. فهي تتميز بالوحدة الفكرية وهذه الوحدة من أهم عناصر القوة في مسرحه، وهو كاتب له رؤية إنسانية بمسرح متقدم. يصور الأعماق الإنسانية، وهذه التجربة تعتبر إضافة جميلة في المسرح البحريني.

في مسرحية ' القادم' يستخدم الرمز البسيط بذكاء بارع يجعلنا في مواجهة الأسرة التي تتكون من الابن، الأب، والأم والزوجة والطبيب ومن خلال تلك المواجهة نسمع حوار الأم وابنها:

الأم: قلت لك تزوج من امرأة أخرى.. إنها عاقر يا ولدي.. عاقر.. ومن هم في مثل سنك يبحثون عن ولد يحمل اسمهم' الزوج يستمع لكلامها المعتاد 'لقد حدثتك عن ابنة أختي.. إنها بالتأكيد ستروق لك ودعك من زوجتك هذه'.

الزوج: 'بلهجة غير مبالية' إني أحبها يا أمي.. أحبها

الأم: وما فائدة الحب من دون الولد يا بني

الزوج: سيأتي يا أمي سيأتي.

يدفعنا خالد في هذا الحوار بأن هناك طفلا سيأتي ومن خلال عنوان المسرحية نعرف حتمية ذلك الحضور/ فنبدأ بانتظار ذلك المولود وهو الحدث الذي نكون بانتظاره. لكن خالد لا يأخذنا إلى مسرحية أسرية إنما يوسع الدائرة لندرك أن حضور الطفل يمثل الوطن العربي الكبير والعائلة هي الرمز لهذا الوطن الكبير، فتسير بنا المسرحية في تلك الدروب.

والمسرحيات التي يقدمها الرويعي في هذا الكتاب إلى جانب مسرحية 'قرة العين'.. مسرحية القادم، مسرحية رائحة، مسرحية قداس، مسرحية ثلاث بنات حريم، مسرحية المعالج، مسرحية مرآة البابلي، نصوص الكولاج، مسرحية تلك الصغيرة التي تشبهك، مسرحية البرزخ، مسرحية موت نرسيس، مسرحية خاتون هي التي رأت، مسرحية الرسائل، مسرحية ابيض داكن.