فريق البحرين سطر جهود ملحمة وطنية بأبطاله المخلصين

يأتي سؤال الاستطلاع ليقول: ماذا يمثل لكم وجودكم كمواطنين ضمن “فريق البحرين”؟ لتتوالى الإجابات في تعبير مشرف عن الانتماء والولاء والاعتزاز بوطن عظيم. وباعتباره أحد أبرز المحامين في البحرين، يؤكد المحامي مهدي البرني ملكة الطموح والتطلع نحو المستقبل بروح وثابة لدى أبناء البحرين، فالكوادر البحرينية المؤهلة، سواء في مجال القانون والتشريع أو سائر المجالات: الإدارة، الاقتصاد، المجتمع، الصناعة، الاستثمار، التعلم، الفكر والثقافة، وغيرها من المجالات هم مصدر اعتزازنا، إذن لو أتينا للحديث عن منهج “فريق البحرين” كمسار يرفد توجهات الدولة استعدادًا للمستقبل بكل متطلباته، فإنني أستطيع القول إن المبادئ الثلاثة التي ارتكزت عليها رؤية 2030 وهي: الاستدامة والعدالة والتنافسية، هي بلا شك مبادئ حضارية في بلد نفتخر بحضارته العريقة.

شعب مثقف

ويشيد الرئيس التنفيذي لشركة القعود لريادة الأعمال خالد القعود بدور قائد نهضة البلاد الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أثبت للعالم أن البحرين رقم صعب ولا يستهان بها وبأبنائها الأوفياء سواء كانوا في الصفوف الأولى أو المتطوعين، مع شعب مثقف ذي عزيمة تحت رعاية وراية سموه.

ويؤكد أن جائحة فيروس كورونا في البحرين أصابت الكثير من المواطنين والمقيمين، ولكن بالمقابل استجاب عشرات الآلاف من الشباب لنداء الوطن، وشهد الجميع على المساهمة الحقيقية التي نفخر بها للحد من انتشار العدوى، ولطالما كان جنود الصفوف الأمامية وشباب المملكة داعمين لتوجيهات القيادة في الأوقات الحرجة ومتى تطلب الأمر، وتسارع الشباب للتسجيل أطباء وممرضين ومساعدين في خدمات لوجستية أخرى هو خير دليل، في حين قدم كثير من الأفراد وقطاع منظمات النفع العام وبعض صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي رسائل توعوية لرفع وعي الناس بالأزمة وحث الناس على الالتزام بتعاليم المملكة في هذه الأزمة.

تهيئة الكوادر

ويشاركنا بخبرته الإدارية وجهوده المجتمعية وليد جبر سند، فيقول إن الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لا سيما خلال فترة الجائحة منذ بدايتها، من خلال قيادة سموه اللجنة التنسيقية وعمل الفريق الوطني للتصدي لجائحة كورونا (كوفيد 19)، تمثل مرحلة مهمة بالنسبة لكل أبناء البحرين لا سيما من جيل الشباب، فسموه هو القدوة، والكثيرون يعلمون أن سموه يؤكد دائمًا منهجية العمل القائمة على التخطيط الدقيق والعمل المدروس والتنفيذ المبتكر وفق أساليب الإدارة الحديثة، فالبحرين ولله الحمد، وبفضل قيادتنا الحكيمة، تسير وفق المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك، ورأينا كيف أن بلادنا وشعبها تتمتع بتميز في كل المجالات والفضل لله سبحانه وتعالى ولإصرار البحرينيين على أن يخدموا وطنهم بكل إخلاص.

العصر الحديث

ولأن النجاح في تنفيذ برامج العمل وتقديم الأفكار الطموحة يعتمد على الكوادر البشرية البحرينية المدربة والمؤهلة ضمن “فريق البحرين”، يتفق كل من رئيس جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية أحمد عطية ورئيس الاتحاد البحريني للكوتشينغ فؤاد إبراهيم على أن مجالات القيادة الإبداعية ومهارات التفكير وتطوير بيئة العمل تعتبر من المرتكزات الأساس التي تهدف إلى مواكبة المستقبل بالابتكار وتطوير المهارات والتناغم مع متطلبات العصر الحديث بما يشهده من متغيرات تكنولوجية متسارعة في مختلف الميادين.

وتعتبر توجيهات القيادة للاستعداد الكامل لتطوير القوى العاملة والأنظمة التي تواكب هذا التطور المتسارع في الاقتصاد الرقمي وعلوم العصر والذكاء الاصطناعي وتوظيف منتجات التكنولوجيا للارتقاء بميادين العمل من أهم المسارات التي يركز عليها المهتمون بمجالات التدريب وتنمية القوى العاملة، وهي تشهد حركة متنامية في متابعة المتغيرات والمستجدات في مجال تهيئة الجيل لتولي مسؤوليات المستقبل والمشاركة في تقدم مملكة البحرين الغالية.

ملحمة وطنية

وصف في غاية الجمال ذلك الذي استخدمه الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مصطفى السيد بقوله “إن فريق البحرين سطر ملحمة وطنية، أبطالها كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة”، والحق أن وصفًا بهذه الفخامة اللغوية والشعورية من شخصية لها ثقلها ومكانتها وتقديرها ضمن “فريق البحرين”، له وقعه الجميل في النفوس.

يستهل السيد حديثه بالقول “يشرفني أن أرفع إلى مقام سيدي عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة خالص الشكر والتقدير على التوجيهات الملكية السامية لمواجهة جائحة كورونا (كوفيد 19) والاهتمام الكبير الذي جلالته حفظه الله ورعاه من أجل حماية ورفعة مملكتنا الغالية وجميع المواطنين والمقيمين من خلال الحزم الاقتصادية والأوامر الملكية السامية التي تصب في مصلحة الجميع، كما يشرفني أن أشيد بالجهود المخلصة التي يقودها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وما يبذله فريق البحرين من جهود وطنية بإدارة سموه للتعامل المسؤول مع متطلبات الظرف الراهن، واستباق العديد من الإجراءات العلاجية والاحترازية ذات الكفاءة العالية، مثمنًا جهود وكفاءة أبطالنا في الصفوف الأولى من الكوادر الطبية والتمريضية البحرينية ووزارة الداخلية وجميع الوزارات والمؤسسات والجهات على الدور الوطني المخلص الذي تقوم به جميع فرق الإسناد والدعم والمتابعة”.

روح التكافل

وانطلاقًا من الدعوة التي أطلقها سمو ولي العهد رئيس الوزراء بأن البحرين كلها فريق واحد وبناء على توجيهات سموه الكريمة، أطلق ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الحملة الوطنية “فينا خير”، التي لاقت تجاوبًا منقطع النظير من الجميع، وأبدى شعب مملكة البحرين الوفي والمقيمين والشركات والمؤسسات روح التعاون والتكافل والمسؤولية، التي تجسدت في الإقبال الكبير على المساهمة في هذه الحملة الوطنية لنيل شرف دعم الجهود الوطنية في مكافحة هذا الفيروس، علاوة على الاستجابة بوعي ومسؤولية للإرشادات والتعليمات التي تصدرها الجهات المختصة، بالإضافة إلى الحملات الأهلية الخيرية والتطوعية في مختلف المحافظات والمناطق لتعزيز الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة، إلى جانب التكافل المجتمعي مع المتضررين من هذه الجائحة، إذ شكلت هذه الجهود ملحمة وطنية أبطالها جميع من على هذه الأرض الطيبة من قيادة وشعب ومقيمين؛ ليكون الجميع كما دعا سمو ولي العهد فريق البحرين من أجل دعم جهود حفظ صحة وسلامة جميع من يعيش على مملكة البحرين من مواطنين ومقيمين.

أكثر من 38 مليون دينار

ويتطرق السيد إلى أنه بناءً على قرار اللجنة التنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتكليف المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بتشكيل لجنة لتنسيق الجهود ومتابعة توزيع التبرعات والمبالغ المستلمة، فقد قامت المؤسسة بالتنسيق والمتابعة، كما أن حملة “فينا خير” ساهمت في تجاوز تداعيات جائحة كورونا وأثبتت تلاحم المواطنين مع القيادة وأظهرت المواقف الإنسانية والتربوية، وحصدت الحملة أكثر من 38 مليون دينار، خُصص منها 18 مليون دينار لمشروعات إفطار صائم، وتوزيع الأغذية، وتوزيع كمامات الوجه والمعقمات، وتوزيع أجهزة الحاسب الآلي على طلبة المدارس والجامعات والمعاهد، ودعم الأسر المتضررة، ودعم العمال البحرينيين غير المؤمن عليهم، ودعم الأسر المنتجة، ودعم المعسرين والمديونين، بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة، إضافة إلى المشروعات التنموية كمختبر ومركز دراسات الأمراض المعدية والوبائيات وتطوير نظام ومناهج التعليم عن بعد، كما أن لجنة تنسيق الجهود القائمة لحملة “فينا خير” تواصل عملها في توجيه وتنفيذ المشروعات التي تصب في صالح المواطنين والمتضررين من تداعيات جائحة فيروس كورونا، مشيدًا بالحرص والتجاوب الكبير من قبل جميع أفراد المجتمع ومؤسساته للإسهام في الحملة والنابع من مسؤوليتهم المجتمعية، التي كان لها عظيم الأثر في رفد مختلف الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة.