معصومة عبدالرحيم: انتحروا.. حين لم يجدوا من يتحدثون إليه

أثار مقترح النائب معصومة عبد الرحيم بشأن توفير خط ساحن للوقاية من الانتحار موجة من ردود الفعل المؤيدة للمقترح وأهدافه، والمشككة في فعاليته في الحد من اللجوء للانتحار.

وفي ردها على التعليقات المشككة، قالت النائب: “أنا كطبيبة مختصة في هذا المجال وكإنسانة عشت مع مرضاي وأهلهم، أفهم تماما بأننا في أمس الحاجة للتطوير ومنها الخط الساخن للوقاية من الانتحار”.

وتساءلت: “كم من شخص رحل بسبب عدم وجود من يتواصلون معه في الوقت المناسب؟”.

وأكدت أنها من واقع تجربة تجد أن هذا الأمر ليس هيناً، وهناك حالات لا يمكن الإفصاح عنها لسريتها، تشمل جميع فئات المجتمع من الأغنياء أو الفقراء أو المثقفين أو البسطاء، فمنهم من انتحر فجراً، حيث لم يكن معه أحد، ومنهم من انتحر شنقاً في غرفته منتصف الليل، ومنهم من ودع بعبارة “مع السلامة” ليأخذ جرعة زائدة لتكون آخر اللحظات.

وعبرت عبدالرحيم لـ “البلاد” عن احترامها لجميع الآراء، والبناءة منها على وجه الخصوص من المختصين والعاملين في المجال، والمثقفين المطلعين على هذه التجربة في الدول الأخرى.

وقالت من واقع عملها كطبيبة واستشارية نفسية، إن أغلب الحالات التي تم متابعتها في هذا الإطار كحالات كاملة أو غير كاملة في مستشفى الطب النفسي أو الحالات الطارئة بمستشفى السلمانية كانت من فئة الشباب، وهو ما يؤكد أهمية تقديم مثل هذا الاقتراح. وبينت أنه غير متاح للكثيرين الوصول للمختصين قبل الإقدام على الانتحار، وهو ما يؤكد الحاجة لتوفير خط ساخن قبل القيام بالانتحار، وهو ما أثبتت الدراسات جدواه وقدرته على تقليل الحالات.

ولفتت إلى أن هناك أكثر من 33 دراسة أثبتت جدوى توفير خط للوقاية من الانتحار، حيث راقبت الدراسات نحو 100 ألف اتصال، أغلبيتها عدل أصحابها عن الانتحار بعد اتصالهم.

وفي ردها على المقترح البرلماني، أكدت الحكومة قيام الجاليات التي تزيد لديها نسبة الانتحار بإنشاء خدمة الخط الساخن لهذه الحالات.

وأشارت إلى توفر خط مباشر لتغطية ساعات العمل الرسمية لاستقبال طلب الدعم والمساندة للحالات الشديدة أو ذات الخطورة.

ولفتت إلى أن دمج الخدمة النفسية وتوفيرها كان له الأثر البالغ بمراكز الصحية الأولية؛ لتشجيع الأفراد على طلب المساعدة النفسية، من خلال خدمات سهلة الوصول، وبعيداً عن المخاوف والتردد من الحصول على الخدمة النفسية؛ بسبب الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية.