اخبار البحرين
موقع كل يوم -جريدة البلاد
نشر بتاريخ: ١٤ نيسان ٢٠٢١
أثار لقاء نظمته جمعية وطني البحرين العديد من المساحات الحوارية في موضوع “القيم”، فيما تناول ضيف اللقاء القائم بأعمال المدير التنفيذي لإدارة التعلم والتطوير بمعهد الإدارة العامة (بيبا) نجم سالمين التركيز على شرح مسارات القيم وبواعثها سواء فيما يتعلق بقيم الإسلام، قيم المجتمع، قيم العمل الإداري، وكذلك القيم في الأسرة.
وفي اللقاء الافتراضي الذي عقد بالتعاون بين جمعية وطني البحرين ومعهد الإدارة العامة بعنوان ”ألقيم وأثرها في الحفاظ على المجتمع ومؤسساته”، أداره الباحث الإعلامي محمد النعار وسالمين مساء الأحدث 11 أبريل 2021 على منصة “زووم” عن موضوع القيم الوطنية فشرحها بشكل مختصر بالقول إننا البحرينيين نفخر بانتمائنا وشعورنا بالرضا والتعلق بالوطن وتقديم الانتماء له على أي انتماء آخر، فالانتماء للوطن والأرض وكذلك إظهار الولاء والاحترام والطاعة لولي الأمر ولقوانين وأنظمة البلد وتقدير دور المؤسسات التي ساهمت في نهضة الوطن، وعدم الطعن في هذه المؤسسات مع الحريات ووجود برلمان، ولا يجب الترويج بشكل استهزاء أو تقليل من قدر الآخرين للجهود التي تتجلى في خدمة الوطن ومراحل التحسين والتطوير المستمرة، والفرصة القائمة للتطوير، إذ يصب هذا كله في مشاعر “الاعتزاز” مع عيالنا وأسرنا ومجتمعنا بما يتحقق من إنجازات نعبر باعتزازنا بها كمواطنين.
قاعدة لخير المجتمع
وبين جوانب نظرية كثيرة تنوعت بين الحكايات والقصص والنماذج المقارنة، أشار سالمين إلى أن فكرة القيم هي التعاون على مبادئ أساس تكون هي القاعدة لمجتمعنا بتقليل الظلم والانقسام وتخلق العدالة والارتياح للأفراد بإخاء وتآزر وتضامن في وقت الأزمات والمشاكل، واليوم نشاهد في البحرين حملات لمساعدة مريض في وسائل التواصل الاجتماعي وهناك حملات دعم الفقراء وإفطار صائم وهذه القيم خاصة بالعالم الإسلامي، وبالطبع هناك قيم عالمية كالرحمة والصدق والحرية وإمكانية الفرد في اتخاذ قرارها دون ضغط وهناك قيمة المسؤولية تجاه الآخرين.
لا نرغب في “نظام مشيب”
وفيما يتعلق بدور معهد “بيبا” في زرع القيم وما إذا كان للمؤسسات الإدارية قيم وثوابت قال ”نعم، للمعهد دور، ولكل مؤسسة قيمها فلدينا في المعهد مجموعة من القيم كمعهد وطني نتمناها لكل المشاركين معنا في البرنامج الوطني ومنها الاستدامة في نوعية الخدمات التي يقدمونها وعدم استنزاف الموارد؛ لأن الفن ليس إنشاء مشاريع مكلفة بل إنشاء مشروعات ذكية تغذي نفسها بنفسها، وكذلك هناك الحاجة إلى نشر قيم العدل والمساواة والشفافية، ورفع القيم المهنية والمسؤولية بتقديم الخدمة الاحترافية والتنافسية والتطوير والتجديد وتحسين الخدمات، فلا أحد يرغب في “نظام مشيب” أو أداء حكومي ضعيف فأكثر ما يزعج المواطن أن النظام لا يواكب التطورات في التقنيات والتكنولوجيا ومواكب فكر ورغبات الجيل الجديد من الشباب.
عصابات المافيا.. لها قيم
ومن بين نماذج القيم الصالحة والقيم السيئة وعما إذا كان هناك قيم سيئة، قال سالمين ”القيم هي مجموعة من المبادئ والمقاييس والمؤشرات يتم من خلالها السيطرة على الأفكار والمعتقدات إضافة إلى ميول وطموحت وسلوك ومواقف الأشخاص بغض النظر صالحة أم قيمة، وجرت العادة على أن القيم كلها صالحة لكن لنشرح بشكل مبسط الفكرة، وهي أن عصابات المافيا مثلًا هي عصابات إجرامية لكن عندها مجموعة من القيم التي تحكم أعضاءها، وواحدة من الثوابت بالنسبة لأعضاء عصابات المافيا أنه حين يلقى القبض على أحد منهم فإنه لا يقدم معلومات عن العصابة حتى لو قطعوه.. وهنا هذه قيمة، لكنها قيمة سيئة”.
تجربة المواكب الحسينية
أما عن أهمية إيجاد رصد للقيم، باعتبار أن ذلك الرصد يتكون من خلال سلوك الناس والأحداث، فمثلًا هناك كثير من الحوادث المرورية، لكن مع حوادث فعلية، تجد هناك حوادث ترتبت على حادث.. فالاثنان لم يقع بينهما حادث مروري لكنهما تشاجرا، وهذا يعني أنه بعد الرصد نحتاج لمعرفة كيفية وضع العلاج الصحيح وأين ومتى وتطبيق المقاييس، وضرب مثلًا آخر هو أن هيئة المواكب الحسينية اكتشفت أن هناك هدرًا كبيرًا في الأطعمة، فرصدوها بالأرقام ووضعوا لها خطة توعية إعلامية في الشوارع ووسائل التواصل، فالقيمة الدينية لدينا هي عدم الإسراف نحن المسلمين، إذ جاء هذا المثل ليعطينا فكرة عن أن كل عملية رصد تفضي إلى خطة عمل وتوجيه إعلامي وفترة زمنية ومنطقة وبالتالي تحقيق النتائج.