وفاة المخرج والمنتج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة
klyoum.com
أخر اخبار الجزائر:
موعد القرعة والملاعب والجوائز.. تفاصيل بطولة كأس العرب 2025 (فيديو)توفي اليوم الجمعة المخرج والمنتج الجزائري البارز محمد لخضر حمينة، عن عمر يناهز 95 عامًا، في منزله بالعاصمة الجزائرية، تاركًا وراءه إرثًا سينمائيًا غنيًا يصعب تعويضه.
يُعرف حمينة بأنه "مخرج متمكن من التقنيات الفنية وخبير متمرس في عالم السينما"، وقد ارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بتاريخ السينما الجزائرية بعد الاستقلال.
وُلد في 26 فبراير 1934 بمدينة المسيلة، وبدأ مشواره الدراسي في مدينة إيكس أون بروفانس الفرنسية حيث درس القانون.
تم تجنيده في الجيش الفرنسي، لكنه سرعان ما فر منه وانضم إلى خلية الإعلام التابعة للحكومة الجزائرية المؤقتة في تونس عام 1959.
في إطار تكوينه، أُرسل حمينة إلى براغ لاستكمال دراسة السينما، بعد أن قضى فترة قصيرة في قسم الأخبار بالتلفزيون التونسي.
وبعد عودته من تشيكوسلوفاكيا، انخرط في العمل الثوري، موثقا نضال الشعب الجزائري من خلال أفلام وثائقية مثل "صوت الشعب" و"بنادق الحرية" الذي أخرجه بالمشاركة مع جمال الدين شندرلي عام 1962.
وعقب الاستقلال، تولّى رئاسة "الديوان الجزائري للأخبار" منذ تأسيسه في عام 1963 وحتى سنة 1974، قبل أن يُدمج الديوان لاحقًا ضمن "الديوان القومي للتجارة السينماتوغرافية".
لم تمنعه مسؤولياته الإدارية من مواصلة الإخراج، فأنجز خلال تلك الفترة عدة أفلام من بينها "النور للجميع"، و"وعود جويلية"، و"البحث عن اللوم" (1963)، بالإضافة إلى "يوم من نوفمبر" عام 1964.
في عام 1966، أخرج حمينة أول أفلامه الطويلة "ريح الأوراس"، ثم "حسان الطير" أو "الإرهابي" في 1968، وتبعه "ديسمبر" عام 1973.
إلا أن أبرز إنجازاته كان فيلم "وقائع سنين الجمر"، الذي نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" عام 1975، ليكون بذلك أول فيلم من العالم العربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة، في إنجاز أثار اهتمامًا عربيًا ودوليًا، خاصة وأنه يتناول الثورة الجزائرية في البلد المستعمر سابقا.
بعد هذا النجاح، اختفى حمينة لفترة عن الساحة الفنية، بعد تقديمه "ريح رملية" في 1982 و"الصورة الأخيرة" في 1986. لكنه عاد بقوة عام 2014 بفيلم جديد بعنوان "غروب الظلال"، الذي رشحته الجزائر لجائزة الأوسكار عام 2016.
وله دور بارز في بناء قواعد السينما الجزائرية ما بعد الاستقلال، حيث سعى لإبراز صورة الجزائر في المحافل الدولية من خلال الجوائز التي حصدها، مثل الكاميرا الذهبية في "كان" عام 1966، وجائزة أفضل سيناريو في موسكو، والغزال الذهبي في مهرجان طنجة بالمغرب عام 1968.
ويبقى فيلم "وقائع سنوات الجمر"، الفائز بالسعفة الذهبية، إنجازه الأكبر، إذ ما زال حتى اليوم العمل العربي الوحيد الذي نال هذه الجائزة منذ أكثر من أربعة عقود.
المصدر: "الشروق"