اخبار الجزائر
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ٧ نيسان ٢٠٢١
رغم اتفاقهما على ضرورة تجاوز الخلافات للدفع بعجلة التنمية في النطاق المغاربي، إلا أن الجدل لا يزال قائما بين الجزائر والمغرب، حول الأطراف التي يجب أن تُنشط المفاوضات بشأن الصحراء الغربية التي رهنت مشاريع التنمية في المنطقة ولا سيما اتحاد المغرب العربي.
فالجزائر ترى ضرورة أن تحل مسألة الصحراء الغربية بجلوس المسؤولين في المغرب مع القائمين على الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) على طاولة المفاوضات، بينما تؤكد الرباط على أن الجزائر طرف في النزاع، و'لا يمكن أن تحل مسألة الصحراء من دون تفاوض الجزائريين مع جيرانهم المغاربة' وفق ما صرح به، الثلاثاء، وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة.
وقال بوريطة خلال مؤتمر صحفي بمناسبة افتتاح السنغال قنصلية عامة بمدينة الداخلة في الصحراء الغربية، إن 'الجزائر لديها موقف، وهي طرف حقيقي في خلق هذا النزاع واستمراره، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها في حله'.
وأضاف أن 'على الطرفين الحقيقيين أن يجلسا حول الطاولة، بالنسبة للمغرب الطرف الحقيقي هو الجزائر'، مشددا على أن 'الحكم الذاتي هو الإطار الوحيد للحل'.
وتأتي تصريحات الوزير المغربي غداة دعوة نظيره الجزائري، صبري بوقادوم، إلى 'مفاوضات مباشرة وجدية' بين المغرب وجبهة بوليساريو.
وتطالب جبهة بوليساريو، مدعومة من الجزائر، باستقلال الصحراء الغربية بينما تقترح المملكة التي تسيطر على 80 بالمئة من مساحتها، منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.
من جهته دعا مجلس الأمن الدولي وفق آخر قرار له حول النزاع نهاية أكتوبر الماضي إلى استئناف المفاوضات 'بدون شروط مسبقة (...) من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل دائم يحظى بالقبول المتبادل، يمكّن من تقرير مصير شعب الصحراء الغربية'.
وتوقفت هذه المفاوضات التي تشارك فيها أيضا الجزائر وموريتانيا، منذ استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كولر، ربيع العام 2019.
من جانبه، طالب 'وزير خارجية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية'، محمد سالم ولد السالك، الاثنين، بمنح الأخيرة مقعدا في الأمم المتحدة، واتهم فرنسا وإسبانيا بعرقلة تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي تطالب به بوليساريو.
خاليد شيات، أستاذ العلاقات الدولية المغربي، يرى بأن الموقف المغربي ينطلق من 'تجربة مفهوم التفاوض تاريخيا'، ذلك أن '13 جولة في مانهاست مع طرف لا يملك قراره إلا بالرجوع إلا الجزائر، تؤكد للمغرب عدم جدوى الاستمرار في أي شكل من أشكال التفاوض مع البوليساريو'.
وفي حديث لموقع 'الحرة' قال شيات إن استمرار الجزائر في 'الاحتجاج بكونها ليست طرفا مباشرا في النزاع يقوض في الأساس مسار أي تفاوض'.
ولفت إلى أن 'التفاوض الحقيقي' يمر بالضرورة عبرر قصر المرادية (الرئاسة الجزائرية) 'وما يحيط به' على حد وصفه.
لكن القيادي في جبهة التحرير الوطني، وهو الحزب الحكم في الجزائر، الصادق بوقطاية، يرى 'غير ذلك تماما'.
بوقطاية رد على المحلل المغربي بالقول إن الصحراء الغربية 'دولة قائمة بذاتها وهي عضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي، ولها أن تفاوض على أراضيها'.
وأضاف في حديث مع موقع 'الحرة' أن 'الصحراء ليست ملكا للجزائر حتى تتفاوض عليها'.
لكن المملكة تعتبر افتتاح 21 قنصلية أجنبية منذ العام 2019 لبلدان إفريقية وعربية وأخرى من أميركا الوسطى بمدينتي العيون والداخلة، تأكيداً على سيادتها على الصحراء الغربية.
في هذا الصدد يقول بوقطاية إن الصحراء الغربية 'تعود للصحراويين' ويستدل بحكم قرار الأمم المتحدة ومحمكة العدل الدولية، ويقول إن ذلك 'يحتم على الجزائر أن تضطلع بدور استشاري فقط خلال المفاوضات'.
يذكر أن الجزائر وموريتانيا يشاركان في المفاوضات بين المغرب وجبهة بوليساريو منذ زمن، لكن كعضوين استشاريين فقط.
بينما يرى شيات، أستاذ العلاقات الدولية المغربي، بأن المفاوضات التي تريدها الجزائر 'مضيعة للوقت في الوقت الذي يسجل فيه المغرب نجاحات دبلوماسية'.
ويشترط شيات لنجاح أي تفاوض أن تعترف الجزائر بمسؤوليتها عن خلق ما وصفه بـ'كيان البوليساريو' بداية بـ 'التسليح والتموين والتأطير والدعم السياسي والدبلوماسي'.
وقال شيات إن ذلك الاعتراف من قبل الجزائر 'سيكون تعبيرا واقعيا عن تحول يمكن أن يؤدي إلى استشراف رؤى جديدة لإيجاد حل سياسي متوافق وقابل للتطبيق'.